رآه الناسُ وإذا لم يَرَوْه، لأنه لا يراقبُ إلا اللهَ عز وجل، فسلِمَ بذلك من التناقضِ والازدواجيةِ التي سيطرتْ على كثير من الناسِ.
وكذلك فإنَّ المعظمَ للهِ عز وجل لا يقتصرُ على تركِ المحرماتِ الظاهرةِ فقط، بل يهتمُّ بتطهيرِ قلبِهِ من المحرماتِ الباطنةِ كالكبر والغلِّ والحسدِ والبغضاءِ والرياءِ والسمعةِ والغرورِ وغيرِ ذلك.
وكذلك فإنه يهتمُّ بتحليةِ قلبهِ بالقيمِ والعباداتِ القلبيةِ كالصدقِ والإخلاصِ والمحبةِ والصبرِ والتوكلِ والإنابةِ وغيرِها.
والمعظمُ للهِ عز وجل همُّه إقامةُ العبوديةِ للهِ تعالى في نفسِهِ أولًا، وإسعادُ الآخرين بدخولِهم فيها،.
والمعظمُ للهِ عز وجل معظمٌ لجنابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مدافعٌ عنه محبٌّ له، يشرفُ بالتأسي به والانضواءِ تحت لوائِهِ ولذلك فإنه يقتدي به في كلِّ الأمورِ، ويدعو إلى سنتهِ، ويبينُ فضائِلَهُ ومحاسِنَهُ وكمالَ أخلاقهِ وآدابِهِ - صلى الله عليه وسلم -، وهو لا يُقَدِّمُ على الكتابِ والسنةِ شيئًا من الآراءِ والأهواءِ والأقوالِ والعاداتِ.
كما أنه ملتزمٌ بمنهجِ الوسطيةِ في عباداتِهِ وتعاملاتِهِ كلِّها سالمٌ من التطرفِ والغلوِّ والإرهابِ والبدعِ والضلالات.
والمعظمُ للهِ هو الساعي الحقيقيُّ لإعمار الوطنِ وتنميتِهِ عبادةً للهِ في سائرِ المجالاتِ الاقتصاديةِ والإداريةِ والاجتماعيةِ والسياسيةِ والصحيةِ والتعليميةِ والأمنيةِ وفقَ الكتابِ والسنةِ، حيث يجعلُ من هذه الحياةِ مزرعةً للآخرةِ وممرًّا إليها.