للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فشأنُ اللهِ أعظمُ من كلِّ شيءٍ، وعظمةُ الله عز وجل فوقَ كلِّ تصدرٍ وتقديرٍ.

وقد جعلتُ هذا الكتابَ ـ تعظيمُ اللهِ ـ الأولَ في مكتبةِ اسعد مجتمعك ليترسخَ في الناسِ أنَّ تعظيمَ اللهِ عز وجل هو أعظمُ وسيلةٍ توصلُ إلى سعادةِ الفردِ والأسرةِ والمجتمعِ بل إلى سعادةِ البشريةِ كلِّها خصوصًا في زمنِ العولمةِ وحيث صار العالمُ قريةً واحدةً ضعفَ منه أثر الوسائلِ الخارجيةِ لحمايةِ ووقايةِ المجتمعِ من منعٍ ومراقبةٍ فصار لزامًا الاهتمامُ والتركيزُ التامُّ على تقويةِ تعظيمِ اللهِ في النفسِ بتقويةِ الوازعِ الدينيِّ ومراقبةِ اللهِ في السرِّ والعلنِ.

إنَّ المعظمَ للهِ عز وجل متوازنٌ من جميعِ الجوانبِ يحملُ همَّ الآخرةِ ولا ينسى نصيبهُ من الدنيا، معظِّمٌ لأمرِ اللهِ ونهيه في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، محققٌ لتوحيدِ اللهِ على أكملِ وجهٍ سالمٌ من الشركِ بجميعِ صورِهِ، مؤدٍ واجباتِهِ الدينيةِ على أكملِ وجهٍ، من صلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وحجٍّ وغيرِها من الفرائضِ والواجباتِ.

وهو كذلك من أعظمِ الناسِ تأديةً للحقوقِ وأعظمِها: حقُّ الوالدين، والأبناءِ والزوجةِ والأرحامِ والجيرانِ والأصدقاءِ والأطفالِ والفقيرِ وغيرِهم.

وكذلك فإنه يجتنبُ المحرماتِ التي نهى اللهُ عنها من مسكراتٍ ومخدراتٍ وانحرافاتٍ جنسيةٍ، واعتداءاتٍ على الأنفسِ والأموالِ بالسرقةِ والرشوةِ وغيرِها.

والمعظمُ لله عز وجل مجتنبٌ لهذه المحرماتِ عبوديةً للهِ عز وجل خوفًا ورجاءً ومحبة للهِ، ولذلك فإنه يجتنبُ المحرَّماتِ في سائرِ الأماكنِ داخل وطنه وخارجه، إذا

<<  <   >  >>