للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إدراكَهم بأكثرِ من ألفٍ وأربعمائةٍ من السنينَ بقولِ الحقِّ تبارك وتعالى: {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}» (١).

فلا شكَّ أنْ تأمُّلَ مثلَ هذهِ الحقائقِ العلميةِ الموافقةِ للقرآنِ الكريمِ مما يُقَوِّي جانبَ تعظيمِ اللهِ سبحانه وتعالى في النفسِ.

٩ - التأملُ في دلائلِ الحكمةِ الإلهيةِ:

فهو سبحانه وتعالى الحكيمُ الذي بَهَرَتْ حكمتُه الألبابَ، وهو سبحانه لم يخلُقْ شيئًا عبثًا ولا سدىً، وله الحكمةُ البالغةُ في كلِّ ما قدَّرَهُ وقَضَاهُ من خيرٍ وشرٍّ وطاعةٍ ومعصيةٍ، وحِكَمُهُ سبحانه باهرةٌ تَعْجَزُ العقولُ عن الإحاطةِ بكُنْهها، وتَكِلُّ الألسنُ عن التعبيرِ عنها.

وللهِ في كلِّ تحريكةٍ ... وتسكينةٍ أبدًا شاهدُ

وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ ... تدلُّ على أنه واحدُ

وحظُّ العبدِ في نفسِه وما يخصُّه من شهودِ هذهِ الحكمةِ فبحَسَبِ استعدادِه وقوةِ بصيرتِه، وكمالِ علمِه ومعرفتِه باللهِ وأسمائِه وصفاتِه، ومعرفتِه بحقوقِ العبوديةِ والربوبيةِ. وكلُّ مؤمنٍ له من ذلك شِربٌ معلومٌ، ومقامٌ لا يتعدَّاه ولا يتخطَّاه، واللهُ الموفقُ والمعينُ (٢).

١٠ - محاسبةُ النفسِ:

من وسائلِ تعظيمِ اللهِ عز وجل: «محاسبةُ النفسِ» وذلكَ لأنَّ من أركانِ


(١) من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (ص:٨٣ - ٨٤)، باختصار يسير.
(٢) انظر: مدارج السالكين (١/ ٤١١ - ٤١٢).

<<  <   >  >>