للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٧ - «التوَّابُ» الذي لم يَزَلْ يتوبُ على التائبينَ، ويغفرُ ذنوبَ المنيبينَ، فكلُّ من تابَ إلى اللهِ توبةً نصوحًا، تابَ اللهُ عليه، فهو التائبُ على التائبينَ أولًا بتوفِيقِهم للتوبةِ والإقبالِ بقلوبِهم إليه، وهو التائبُ عليهم بعد توبَتِهم قبولًا لهم، وعَفْوًا عن خطَايَاهم.

٢٨، ٢٩ - «القدُّوسُ، السلامُ» أي: المعظَّمُ المنزَّهُ عن صفاتِ النقصِ كلِّها، وأن يماثِلَه أحدٌ من الخلقِ، فهو المتنَزِّهُ عن جميعِ العيوبِ، والمتنزِّهُ عن أن يقارِبَه أو يماثِلَه أحدٌ في شيءٍ من الكمالِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}، ... {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}، {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}.

فالقدُّوسُ كالسلامِ، ينفيانِ كلَّ نقصٍ من جميعِ الوجوهِ، ويتضمَّنَانِ الكمالَ المطلقَ من جميعِ الوجوهِ، لأنَّ النقصَ إذا انْتَفَى ثَبتَ الكمالُ كُلُّه.

٣٠، ٣١ - «العليُّ الأعلى» وهو الذي له العلوُّ المطلقُ من جميعِ الوجوهِ، علوُّ الذَّاتِ، وعلوُّ القدرِ والصِّفَاتِ، وعلوُّ القهرِ. فهو الذي على العرشِ اسْتَوَى، وعلى المُلْكِ احْتَوَى، وبجميعِ صفاتِ العظمةِ والكبرياءِ والجلالِ والجمالِ وغايةِ الكمالِ اتَّصَفَ، وإليهِ فيها المُنْتَهَى.

٣٢ - «العزيزُ» الذي له العزةُ كلُّها: عزةُ القوَّةِ، وعزةُ الغلبةِ، وعزةُ الامتناعِ، فامتنعَ أن ينالَه أحدٌ من المخلوقاتِ، وقَهَرَ جميعَ الموجوداتِ، ودَانَتْ لهُ الخليقَةُ وخَضَعَتْ لعظمتِه.

٣٣، ٣٤ - «القويُّ، المتينُ» هو في معنى العزيزِ.

<<  <   >  >>