للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥٢ - «الودودُ» الذي يُحِبُّ أنبياءَه ورسُلَهُ وأَتْبَاعَهُم، ويُحِبُّونَهُ، فهو أَحَبُّ إليهم من كلِّ شيءٍ، قدِ امتلَأَتْ قلوبُهم من محبَّتِهِ، ولَهَجَتْ ألسنتُهم بالثناءِ عليه، وانجذَبَتْ أفئدَتُهم إليهِ وُدًّا وإخلاصًا وإنابةً من جميعِ الوجوهِ.

٥٣ - «الفتَّاحُ» الذي يحكمُ بين عبادِه بأحكامِه الشرعيَّةِ، وأحكامِه القدريةِ، وأحكامِ الجزاءِ، الذي فَتَحَ بلُطْفِهِ بصائرَ الصادقِينَ، وفتحَ قلوبَهم لمعرفتِه ومحبتِه والإنابةِ إليه، وفتحَ لعبادِه أبوابَ الرحمةِ والأرزاقِ المتنوعَةِ، وسَبَّبَ لهم الأسبابَ التي ينالُونَ بها خَيْرَ الدُّنْيَا والآخرةِ {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ} [فاطر:٢].

٥٤ - «الرزَّاقُ» لجميعِ عبادِه، فما من دابَّةٍ في الأرضِ إلا على اللهِ رزْقُها. ورِزْقُهُ لعبادِه نوعانِ:

رزقٌ عامٌّ: شَمَلَ البَرَّ والفاجرَ، والأولينَ والآخرينَ، وهو رزقُ الأبدانِ.

ورزقٌ خاصٌّ: وهو رزقُ القلوبِ، وتَغْذِيتُها بالعلمِ والإيمانِ، والرزقُ الحلالُ الذي يعينُ على صلاحِ الدينِ، وهذا خاصٌّ بالمؤمنينَ، على مراتِبِهم منه، بحسبِ ما تقتَضِيهِ حكمتُه ورحمتُه.

٥٥، ٥٦ - «الحَكَمُ، العدْلُ» الذي يحكُمُ بين عبادِه في الدنيا والآخرةِ بعدلِه وقسطِه. فلا يظلمُ مثقالَ ذرَّةٍ ولا يُحَمِّلُ أحدًا وزرَ أحدٍ، ولا يجازِي العبدَ بأكثرَ من ذنبِه، ويؤدِّي الحقوقَ إلى أهلِها، فلا يدَعُ صاحبَ حقٍّ إلا أَوْصَلَ إليه حقَّهُ، وهو العدلُ في تدبيرِه وتقديرِه {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [هود:٥٦].

٥٧ - «جامعُ النَّاسِ» ليومٍ لا ريبَ فيه، وجامعُ أعمالِهم وأرزاقِهم، فلا

<<  <   >  >>