للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكثيرَ من الزللِ. ويضاعفُ للمخلصِينَ أعمالَهم بغيرِ حسابٍ، ويشكرُ الشاكرينَ، ويذكرُ من ذكرَه، ومن تقرَّبَ إليه بشيءٍ من الأعمالِ الصالحةِ، تقرَّبَ اللهُ منهُ أكثرَ.

٧٤، ٧٥ - «القريبُ، المجيبُ» أي: هو تعالى القريبُ من كلِّ أحدٍ.

وقربُه تعالى نوعانِ: قربٌ عامٌّ من كلِّ أحدٍ، بعلْمِهِ، وخبرَتِهِ، ومراقبتِه، ومشاهدتِه، وإحاطتِه.

وقربٌ خاصٌّ، من عابدِيه، وسائلِيه، ومحبِّيه، وهو قربٌ لا تُدْرَكُ له حقيقةٌ، وإنما تُعْلَمُ آثارُه، من لطفِه بعبدِه، وعنايتِه به، وتوفيقِه وتسديدِه.

ومن آثارِه: الإجابةُ للداعينَ والإثابةُ للعابدينَ، فهو المجيبُ إجابةً عامَّةً للداعينَ مهما كانُوا، وأينَ كانُوا، وعلى أيِّ حالٍ كانُوا كما وعدَهم بهذا الوعدِ المطلقِ، وهو المجيبُ إجابةً خاصَّةً للمستجيبينَ له المنقادينَ لشرعِه، وهو المجيبُ أيضًا للمضطرينَ، ومن انقطعَ رجاؤُهم من المخلوقينَ وقَوِيَ تعلُّقُهم به طمعًا ورجاءً وخوفًا.

٧٦ - «الكافي» جميعَ عبادِه ما يحتاجُونَ ويضطرُّونَ إليه، الكافي كفايةً خاصَّةً من آمنَ به، وتوكَّلَ عليه، واستمدَّ منه حوائجَ دينِه ودنياه.

٧٧ - ٨٠ - «الأولُ، والآخرُ، والظاهرُ، والباطنُ».

قد فسَّرَها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تفسيرًا جامعًا واضحًا، فقال: «أنتَ الأولُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليسَ بعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ» (١).


(١) مسلم (٢٧١٣)، أبو داود (٥٠٥١)، الترمذي (٣٤٠٠).

<<  <   >  >>