٦٦، ٦٧ - «المبدئُ، المعيدُ» قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}، ابتدأَ خلقَهم ليبلوَهُم أيهم أحسنُ عملًا، ثم يعيدُهم ليجزيَ الذين أحسنُوا بالحُسْنَى، ويجزِيَ المسيئِينَ بإساءَتِهم. وكذلكَ هو الذي يُبْدِأُ إيجادَ المخلوقاتِ شيئًا فشيئًا، ثم يعيدُها كلَّ وقتٍ.
٦٨ - «الفعَّالُ لما يريدُ» وهذا من كمالِ قوتِه ونفوذِ مشيئتِه وقدرتِه، أنَّ كلَّ أمرٍ يريدُه يفعلُه بلا ممانعٍ ولا معارضٍ، وليسَ له ظهيرٌ ولا معينٌ، على أيِّ أمرٍ يكونُ، بلْ إذا أرادَ شيئًا قال له:{كُنْ فَيَكُونُ}، ومعَ أنَّه الفعَّالُ لما يريدُ، فإرادتُه تابعةٌ لحكمتِه وحمدِه، فهو موصوفٌ بكمالِ القدرةِ، ونفوذِ المشيئةِ، وموصوفٌ بشمولِ الحكمةِ، لكلِّ ما فعلَه ويفعلُه.
٦٩، ٧٠ - «الغنيُّ، المغنِي» فهو الغنيُّ بذاتِه، الذي له الغنى التامُّ المطلقُ، من جميعِ الوجوهِ والاعتباراتِ لكمالِه، وكمالِ صفاتِه، فلا يتطرقُ إليها نقصٌ بوجْهٍ من الوجوهِ، ولا يمكنُ أن يكونَ إلا غنيًّا، لأن غنَاهُ من لوازمِ ذاتِه، كما لا يكونُ إلا خالقًا، قادرًا، رازقًا، محسنًا، فلا يحتاجُ إلى أحدٍ بوجْهٍ من الوجوهِ، فهو الغنيُّ، الذي بيدِه خزائنُ السمواتِ والأرضِ، وخزائنُ الدنيا والآخرةِ. المغني جميعَ خلقِه غنىً عامًّا، والمغنِي لخواصِّ خلقِه بما أفاضَ على قلوبِهم من المعارفِ الربانيَّةِ والحقائقِ الإيمانيةِ.
٧١ - «الحليمُ» الذي يدرُّ على خلقِه النعمَ الظاهرةَ والباطنةَ، مع معاصِيهم وكثرةِ زَلَّاتِهم، فيحلُمُ عن مقابلةِ العاصِينَ بعصيانِهم، ويستعتُبُهم كي يتوبوا، ويمهِلُهم كي يُنِيبُوا.
٧٢، ٧٣ - «الشاكرُ، الشكور» الذي يشكرُ القليلَ من العملِ، ويغفرُ