للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يذكر حاله، فبعث إليه الصرة بختمها.

قال: فعرفها، وركب إليه، وقال: خبرني، ما شأن هذه الصرة؟

فأخبره الخبر، فركبا معًا إلى الذي أرسلها، وشرحوا القصة ثم فتحوها واقتسموها (١).

عن تميم الداري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الدين النصيحة».

قالوا: لمن يا رسول الله؟

قال: «لله ولكتابه ولأئمة المسلمين، أو المؤمنين وعامتهم» هذا حديث صحيح في صحيح مسلم.

فتأمل هذه الكلمات الجامعة، وهي قوله: «الدين النصيحة» فمن لم ينصح لله وللأئمة وللعامة، كان ناقص الدين، وأنت لو دعيت يا ناقص الدين، لغضب، فقل لي: متى نصحت لهؤلاء؟ كلا والله، بل ليتك تسكت ولا تنطق أو لا تُحسَّن لإمامك الباطل، وتجرئه على الظلم وتغشه، فمن أجل ذلك سقطت من عينه، ومن أعين المؤمنين، فبالله قل لي: متى يفلح من كان يَسُّره ما يَضُّره؟ ومتى يفلح من لم يراقب مولاه؟ ومتى يفلح من دنا رحيله، وانقرض جيله، وساء فعلُه وقيله؟ فما شاء الله كان، وما نرجو صلاح أهل الزمان، لكن لا ندع الدعاء لعل الله أن يلطف وأن يصلحنا آمين (٢).

جاء بعض جلساء الماجشون فقال: يا أبا مروان أعجوبة، خرجت إلى حائطي بالغابة.

فعرض لي رجل فقال: اخلع ثيابك.

قلت: لِمَ؟

قال: لأني أخوك وأنا عريان.


(١) (١١/ ٤٩٧).
(٢) (١١/ ٤٩٩).

<<  <   >  >>