للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع أن ألفاظه كلها مفهومة.

وكنت أشرح بعض كتب الأدب لطلاب القسم العالي في الكلية الشرعية في سوريا، فكانت تمرّ بي أبيات كثيرة أفهم معاني ألفاظها كلها ولا أدرك حقيقة المراد منها. لذلك كانت طريقة شرّاحنا الأوّلين -في شرح المفردات ثم تفسير المعنى- أقوَمَ وأوْصَلَ إلى الغاية.

وربما توقف فهم المعنى على مسألة فقهية، كبيت أبي تمام:

بسُنَّة السَّيْفِ والخَطّيِّ من دَمِهِ ... لا سُنّةِ الدّينِ والإسلامِ مُختضبِ (١)

أو مسألة فلكية، كقوله عن الأبراج:


= «الأغاني» أن أرطأة "كان قد هاجى شبيباً، ثم دخل على عبد الملك ابن مروان فأنشده قوله فيه:
أبي كانَ خيراً من أبيكَ ولم يَزَلْ ... جَنيباً لآبائي وأنتَ جَنيبُ
(الجَنيب هو التابع المنقاد) فقال له عبد الملك: كذبت. ثم أنشده البيت الآخر فقال: «وما زلتُ خيراً منك مُذْ عَضَّ كارهاً ...» فقال له عبد الملك: صدقت". ووجدت للبيت شرحاً في أول الجزء الثاني من «الأمالي»، لكني استقبحت معناه فأعرضت عن ذكره هنا (مجاهد).
(١) لأن المَسْنون هو الخِضاب بالحنّاء، وهذا الفارس (الذي أشار إليه في البيت الذي يسبق في القصيدة هذا البيتَ بقوله: «كم بين حيطانها من فارس بطل ...»، أي من فرسان الأعداء الأشدّاء) قد اختضب بدمه، فهي ليست سنّةَ الإسلام في الخضاب بل سنّة الرمح (الخطّي) والسيف؛ كناية عن القتل (مجاهد).

<<  <   >  >>