يَقْضونَ بالأمر عنها وهْيَ غَافِلةٌ ... ما دارَ في فَلَكٍ منها وفي قُطُبِ «يقضون بالأمر عنها»: أي عن الأفلاك والبروج. وقد كان فتح عمورية كله نكسة نكس الله بها المنجمين وخِزياً أخزاهم به. وليس العتب على المنجّمين، بل على المغفَّلين الذين يستمعون إليهم ثم هم لهم مصدّقون، ولو آمن هؤلاء حقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا أنه الصادق الأمين لخافوا من سوء العاقبة، فقد أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرّافاً فسأله عن شيء لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة»؛ هذا الذي سأل، فما بالك بالذي صدّق؟ ذلك قد خسر آخرته كلها؛ عن أبي هريرة والحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد». وليس شرطاً لتأتي العراف أن تقطع المسافات إليه، بل لو فتحت صفحة الأبراج في المجلة أو الجريدة فقرأتها فقد أتيت واحداً من العرّافين ... فاعتبروا يا أيها المؤمنون! واعذروني على هذا التطويل والاستطراد، غير أني لم أستطع أن أقاوم فرصة سنحت لي لجَلاء هذه المسألة التي يتعامل معها كثير من الناس وكأنها من صغائر اللّمَم، وإنها لمن كبريات مسائل الاعتقاد (مجاهد).