للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أنت هنا أمام «فِلْم» ناطق، ينقلك إلى ذلك الزمان وذلك المكان، ويريك ما رأى مَن شهد الموكب. ألا ترى الجيشَ أمامك بعدده الكثير وآلاته الضخمة التي تشبه الجبال، من الدبّابات والعَرّادات والكِبَاش والمَنْجَنيقات (١)؟ ألا تسمع صهيل الخيل


(١) «الدَّبّابة» اسم قديم لآلة حربية استعملها المسلمون في حروبهم، وهي برج من الخشب الصلب يُغلَّف بجلود تُنقَع في الخَلّ لمقاومة الاشتعال، ويُثبَّت هذا البرج على قاعدة ذات عجلات. والغاية من الدبّابة الاقتراب من الأسوار وحماية النقّابين الذين تحملهم في داخلها. و «الكَبْش» آلة تتكون من عَمود خشبي طويل قد يبلغ طوله عشرة أمتار، وفي رأسه كرة من الحديد أو الفولاذ، ولعلها كانت على شكل رأس الكبش، ومن هنا اكتسبت هذه الآلة اسمها. وكانوا يدفعونها بالخيل على الأسوار لهدمها، وربما أرجحوها إلى الأمام وإلى الخلف وهم يدقّون بها السور حتى ينهدم أو ينتقب. وقد يكون الكبش جزءاً من الدبّابة، حيث تحمل الدبابة في مقدّمتها كرة معدنية كرأس الكبش متصلة بعمود معلق في داخل الدبابة بحبال تجري على بكرات معلَّقة بسقفها، ويتعاون الجنود الذين يتحصنون في داخل الدبابة على ضرب السور بها حتى يخرقوه. ولك أن تتخيل شكل هذا السلاح المركَّب قريباً من شكل دبابة معاصرة تحمل مدفعها أمامها! أما «المَنْجَنيق» فإنه آلة معروفة يعرف الناسُ اليومَ شكلها، وكانوا يرمون به الحجارة فيَدُكّون بها الأسوار، وربما رمَوا الزّفت والنّفط (بكسر النون أو بفتحها، كلا الوجهين صحيح فصيح) المشتعل فحرّقوا الحصن المهاجَم بالنار، ومنه اشتقوا الفعل: جَنَق الحجرَ (وجنّقه، بتشديد النون وبالتخفيف)، والرماةُ به هم المَنْجنيقيّة. و «العَرّادة» مَنجنيق صغير يمكن حمله على الدواب؛ فكأن المَنْجنيقات -في عرف اليوم- هي المدافع الكبيرة والعَرّادات هي مدافع البازوكا! =

<<  <   >  >>