العزو عند أهل الحديث والأمر بخلافه فهو من سوء تصرّفه، والديلمى رواه من طريق أبي نعيم كما قال الشارح، ولكن لأبي نعيم كتب متعددة وأجزاء صغيرة يخرّج منها الديلمى، ففي أى كتاب منها خرّج أبو نعيم الحديث حتى يعزوه المصنف إليه؟ إن هذا لتهوّر عجيب.
وبعد، فكان الديلمى قال [١/ ٣٠٦، رقم ٩٦١]:
أخبرنا الحداد أنا أبو نعيم ثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا محمد بن الحسين ابن مكرم ثنا محمد بن بكّار ثنا زافر بن لي سليمان عن عبد اللَّه بن أبي صالح عن أنس به.
فلا وجود في السند لذكر مكرم بن حكيم وإنما هو مجرّد وهم من الشارح.
وقد قال الذهبى في ترجمة زافر من الميزان [٢/ ٦٤، رقم ٢٨١٩]: زافر عن عبد اللَّه بن أبي صالح عن أنس مرفوعًا "إِذَا أنزل اللَّه عاهة صُرفت عن عمّار المساجد" رواه عنه محمد بن بكار بن الريّان اهـ.
فعلى كلام الشارح يلزم أن يكون مكرم بن حكيم قبل هذا أى راويًا عن محمد بن بكّار وهو أكبر من زافر بن سليمان، وقد ورد الحديث من وجه آخر عن أنس، قال البندهى في شرح المقامات:
أخبرنا أبو الفرج بن أبي سعد بن على عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البزان أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الجرجانى ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حفص الدينورى ثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينورى حدثتنا حُكامة بنت عثمان بن دينار قالت: حدّثنى أبي عن أخيه مالك بن دينار عن أنس به مرفوعًا "إِذَا أراد اللَّه بقومٍ عاهةً نظر إلى أهل المساجد فصرف عنهم"، حُكامة تروى عن أبيها البواطيل ولينظر في بقيّة الإسناد.
٢٢١/ ٤٠٢ - "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَرْيَةٍ هَلاكًا أظْهَرَ فِيهِمُ الزِّنا". (فر) عن أبي هريرة