وبه إلي ابن الجوزي، أنا المباركُ بنُ عليٍّ، أنا أحمدُ بنُ الحسينِ، أنا أبو إسحاقَ البرمكىُّ، أنا أبو بكرٍ الدقاقُ، ثنا عبدُ الله بنُ سليمانَ، ثنا محمّدُ بنُ يحيى، ثنا أبو أسامةَ، عن الصلتِ بن بهرانَ، قال: حدثني جميعُ بنُ عميرٍ، قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ عمر يقول: شهدت جَلولاءَ، فابتعت من الغنائم بأربعين ألفًا، فقدمتُ بها المدينةَ علي عمر، فقال: ما هذا؟ فقلت: ابتعتُ من الغنائم بأربعين ألفًا، فقال: يا عبدَ الله بنَ عمر! لو انطُلِقَ بي إلي النار، كنتَ مفتدِيَّ؟ قال: قلت: نعم بكلِّ شيء أملكُ، قال: فإني مخاصَمٌ، وكأني بك تبايع بجلولاء، يقولون: هذا عبدُ الله بنُ عمرَ صاحبُ رسولِ الله، وابنُ أمير المؤمنين، وأكرمُ أهلِه عليه، وإن رَخَّصوا عليك كذا وكذا درهمًا، أَحَبُّ إليهم من أن يُغلوا عليكَ بدرهم، وسأعطيكَ من الربح أفضلَ ما ربح رجلٌ من قريش، ثمَّ أتى باب صفيةَ بنتِ أبي عبيد -يعني: زوجة ولده-، فقال: يا بنتَ أبي عُبيد! أقسمتُ عليك أن تخرجي من بيتك شيئًا، أو تخرجين منه، وإن كان عنقَ ظبية، فقالت: يا أمير المؤمنين! ذلك لك، ثمَّ تركني سبعة أيام، ثمَّ دعا التجار، ثمَّ قال: يا عبدَ الله بنَ عمر! إني مسؤول، فباع من التجار متاعًا بأربع مئة ألف، فأعطاني ثمانين ألفًا، وأرسل ثلاثَ مئةً وعشرين ألفًا إلي سعد، فقال: اقسمْ هذا المالَ فيمن شهدَ الوقعة، فإن كان مات أحدٌ منهم، فابعثْ بنصيبه إلي وَرَثَته (١).
(١) رواه ابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ١٥٨). ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣٣٧٧٩)، وأبو عبيد في "الأموال" (ص: ٣٣١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٤/ ٣٢٣ - ٣٢٤).