عمر -رضي الله عنه-: والله! لوددتُ أني أجدُ امرأةً حسنةَ الوزن تزنُ لي هذا الطِّيبَ حتى أُفرقه بين المسلمين، فقالت له امرأتُه عاتكةُ: أنا جيدةُ الوزن، هلمَّ أَزِنْ لك، قال: لا. قالت: ولِمَ؛ قال: إني أخشى أن تأخذي هكذا، فتجعليه هكذا -وأدخلَ أصابعَه في صُدْغَيه-، وتمسحين عنقَك، فأصيبَ فضلًا عن المسلمين (١).
فانظر كيف خافَ من وزنِ زوجته أن تتطيَّبَ بأثرِ أصابعها، فهل يقاربُ هذا أحدٌ في العدل، أو يُدانيه؟ ومع ذلك، يدّعي من لا يحترم مالَ مسلمٍ أنه أعدلُ منه.
وبه إلي ابن الجوزي، أنا ابنُ ناصرٍ، أنا عبدُ القادرِ بنُ محمّدٍ، أنا أبو بكرٍ محمّدُ بنُ عليٍّ الخياطُ، أنا محمّدُ بنُ أبي الفوارسِ، أنا أحمدُ بنُ جعفرٍ، ثنا أحمدُ بنُ محمّدٍ، ثنا أبو بكرٍ المروزيُّ، ثنا عبيدُ الله بنُ معاذٍ، ثنا المعتمرُ عن أبيه، قال، حدثني نعيمٌ، عن العطارةِ، قالت: كان عمرُ يدفع إلي امرأته طِيبًا من طِيب المسلمين، فتبيعه، قال: فبايعتني، فجعلتْ تقوم، وتزيد وتنقص، وتكسره بأسنانها، فيعلق بأصابعها شيء منه، فقالت به هكذا بإصبعها في فيها، ثمَّ مسحت به علي خمارها، قالت: فدخل عمر، فقال: ما هذه الريح؟ فأخبرته الذي كان، فقال: طِيبُ المسلمين تأخذينه أنتِ، فتتطيبين به؟! قالت: فانتزعَ الخمارَ من رأسها، وأخذ جراءً من ماء، فجعل يَصبُّ الماء علي الخِمار، ثمَّ يدلكه في التراب، ثمَّ يشمُّه، ثمَّ يصبُّ عليه