للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماء، ثمَّ يدلكه في التراب، ثمَّ يشمُّه، ففعل ذلك ما شاء الله. قالت العطّارةُ: ثمَّ أتيتُها مرةً أخرى، فلما وَزَنَتْ لي، علقَ بأصابعها منه شيء، فعمدتْ، فأدخلت إصبعَها في فيها، ثمَّ مسحتْ بأصابعها الترابَ. قالت: فقلت: ما هكذا صنعت أول مرة، قالت: أوما علمتَ ما لقيتُ منه؟ لقيت منه كذا، ولقيت منه كذا (١).

فانظر من يفعل مثلَ هذا، فكيف يدّعي من لا يعرف غيرَ الظلم أنه أعدلُ منه؟!

وبه إلي ابن الجوزي، أنا المباركُ بنُ عليٍّ، ثنا شجاعُ بنُ فارسٍ، أنا محمّدُ بنُ علي، أنا أحمدُ بنُ محمّدٍ، ثنا الحسينُ بنُ صفوانَ، ثنا أبو بكرٍ القرشيُّ، ثنا هارونُ بنُ عمرَ، ثنا أسدُ بنُ موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا ابنُ هبيرةَ، عن عبدِ الرحمن بنِ عمرٍو الأشعريِّ: أنه خرج إلي عمرَ، فنزل عليه، وكان لعمرَ ناقةٌ يحلبها، فانطلق غلامُه ذاتَ يوم، فسقاه لبنًا، فأَنْكَرَه، فقال: ويحكَ! من أين هذا اللبنُ؟ قال: يا أمير المؤمنين! إن الناقة انفلتَ عليها ولدُها، فشرب لبنَها، فحلبتُ لك ناقةً من مال الله، فقال له عمر: ويحك! سقيتَني نارًا، ادعُ لي عليَّ بنَ أبي طالب، فدعاه: فقال: إن هذا عَمَدَ إلي ناقةٍ من مال الله، فسقاني لبنَها، أفَتُحِلُّه لي؟ قال: نعم يا أميرَ المؤمنين، هو لك حلالٌ ولحمُها (٢).


(١) ورواه أبو بكر المروزي في "الورع" (ص: ٤٦ - ٤٧).
(٢) ورواه أبو بكر المروزي في "الورع" (ص: ٩١).

<<  <   >  >>