وبه إلي ابن الجوزيِّ، أنا الحسنُ بنُ الأحمد أنا ابنُ بشرانَ، ثنا ابنُ صفوانَ، ثنا ابنُ أبي الدنيا، ثنا محمدُ بنُ عثمانَ، ثنا حسينٌ الجُعْفِيُّ، عن زائدةَ، عن هشامٍ، عن الحسنِ، قال: خرج عمرُ في يوم حارٍّ واضعًا رداءَه علي رأسِه، فمر به غلامٌ علي حمار، فقال: يا غلام! احملني معك، قال: فوثب الغلامُ عن الحمار، فقال: اركبْ يا أمير المؤمنين، فقال: لا، اركبْ وأَركبُ أنا خلفَك، تريدُ أن تحملني علي المكان الخشن، وتركب علي المكان الوطيء، ولكن اركبْ أنتَ، وأكونُ خلفك، قال: فدخل المدينةَ خلفَه، والناسُ ينظرون إليه (١).
فانظر بنفسِك هل تنكبسُ نفسٌ عبْدِ السلطانِ اليومَ أن يركب خلفَ أحدٍ علي فرسٍ، فضلًا عن حمار؟!
وبه إلي ابن الجوزيِّ، أنا عبدُ الوهابِ الحافظُ، أنا أبو الحسنِ بنُ عبدِ الجبار، أنا محمّدُ بنُ عليٍّ، أنا محمّدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المُخَلِّص، ثنا عبيدُ الله بنُ عبدِ الرحمن، ثنا أبو بكرِ بنُ عبيدٍ، حدثني عبدُ الله بنُ يونسَ: حدثني أبي، عن الوليدِ بنِ عبدة، عن أصبغَ بنِ نُباتة، قال: خرجتُ أنا وأبي من زرودَ حتى انتهينا إلي المدينة في غَلَسٍ، والناس في الصلاة، فانصرف الناس من صلاتهم، وخرج الناس إلي أسواقهم، فدفع إلينا رجلٌ معه درَّةٌ، فقال: يا أعرابيُّ! أتبيعُ؟ فلم يزل يساومُ أبي حتى راضاه علي ثمَن، وإذا هو عمرُ بنُ الخطاب، فجعل يطوفُ في
(١) رواه ابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ١٥٧). ورواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٣٤٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٤/ ٣١٨ - ٣١٩)، قال الدينوري: إسناده ضعيف جداً.