للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثنا يحيى بنُ بكيرٍ، ثنا الليثُ، عن يونسَ، عن ابنِ شهابٍ: قال ثعلبة بنُ أبي مالكٍ: إن عمرَ بنَ الخطاب قسمَ مُروطًا بين نساءٍ من نساء أهلِ المدينة، فبقي منها مِرْطٌ جيدٌ، فقال له بعضُ مَنْ عندَه: يا أمير المؤمنين! أعطِ هذا ابنةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - التي عندَك- يريدون: أُمَّ كُلثوم بنتَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ زوجتَه-، فقال عمر: أُمُّ سليطٍ أحقُّ به، وأم سليطٍ من نساء الأنصار ممن بايع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عمر: فإنها كانت تزفرُ لنا القِرْبَةَ يومَ أُحد (١).

أخبرنا جدّي وغيرُه، أنا الصلاحُ، أنا الفخرُ، أنا ابنُ الجوزيِّ، أنا محمّدُ بنُ الحسينِ، وإسماعيلُ بنُ أحمدَ، قالا: أنا أبو الحسينِ بنُ النقّورِ، أنا محمّدُ بنُ عبدِ الرّحمنِ المخلِّصُ، أنا أحمدُ بنُ عبدِ الله، ثنا السَّرِيُّ بنُ يحيى، ثنا شعيبُ بنُ إبراهيمَ، أنا سيفُ بنُ عمَر، عن مجالدٍ، عن الشعبيِّ، وسهلٍ، ومبشرٍ بإسنادهم، قالوا: لمّا سمع النّاسُ قولَ عمر، ورأوا عملَه، وكان يمشي في الأسواق، ويطوف في الطرقات، ويقضي بين الناس في قبائلهم، ويعلّمهم في أماكنهم، ويَخْلُف الغزاةَ في أهليهم، ذكروا أبا بكر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أعلمُ بأبي بكر، وكان أبو بكر أَعلم بعمرَ، فجرى أبو بكرٍ وعمرُ مجرًى واحدًا، فكانوا يخافون من لعنِ هذا، ومن شدَّةِ هذا، فكان أبو بكر - مع لينه- أقواهم فيما لانوا عنه، وألينَهم فيما ينبغي، وكان عمر ألينَهم فيما ينبغي، وأقواهم علي أمرهم (٢).


(١) رواه البخاري (٣٨٤٣)، كتاب: المغازي، باب: ذكر أم سليط.
(٢) رواه ابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ٦٦ - ٦٧).

<<  <   >  >>