للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبه إلي ابن الجوزي، أنا المحمّدان، ابنُ ناصرٍ وابنُ عبدِ الباقي، قالا: أنا أحمدُ، أنا أحمدُبنُ عبدِ الله، ثنا محمّدُ بنُ معمر، ثنا أبو شُعيبٍ الحرانيُّ، ثنا يحيى بنُ عبدِ الله، ثنا الأوزاعيُّ، إن عمرَ بنَ الخطابِ خرج في سواد الليل، فرآه طلحةُ، فذهب عمر فدخل بيتًا، ثم دخل بيتًا آخر، فلمّا أصبح طلحةُ، ذهب إلي ذلك البيت، فإذا بعجوز عمياءَ مُقْعَدَةٍ، فقال لها: ما بالُ هذا الرجل يأتيك؟ فقالت: إنه يتعاهدُني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يُصلِحني، ويُخرج عنّي الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمُّك [يا] طلحةُ، أعثراتِ عمرَ تتبّعُ؟! (١).

وبه إلي محمّدِ بنِ عبدِ الباقي، أنا الحسنُ بنُ عليٍّ الجوهريُّ، أنا أبو عمرَ بنُ حيُّويه، أنا أحمدُ بنُ معروفٍ، ثنا الحسينُ بنُ نعيمٍ، ثنا محمّدُ بنُ سعدٍ، ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أنا يحيى بنُ المتوكلِ، حدثني عبدُ الله بنُ نافعٍ، عن أبيه، عن ابنِ عمرَ، قال: قدمَتْ رُفقةٌ من التجار، فنزلوا المصلَّي، فقال عمرُ لعبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ: هل لكَ أن تحرسَهُ الليلةَ من السرقِ؟ فباتا يحرسانهم، ويصليان ما كتب الله لهما، فسمع عمرُ بكاء صبيٍّ، فتوجه نحوه، فقال لأمِّه: اتقي الله، وأحسني إلي صَبِيِّك، ثم عاد إلي مكانه، فسمع بكاءه، فعاد إلي أمه، فقال لها مثلَ ذلك، ثم عاد إلي مكانه، فلما كان من آخر الليل، سمع بكاءه، فأتى أمه، فقال: ويحك! إني لأراك أمَّ سوء، مالي أرى ابنَك لا يقرُّ منذ الليلة؟ قالت: يا عبد الله! أبرمتني منذ الليلة، إني أربعه عن الفِطام،


(١) رواه ابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ٦٨). ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٤٨).

<<  <   >  >>