للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عياض يوبِّخ نفسَه: ما ينبغي لك أن تتكلم بغمّك كلّه، تدري من يكلّم بغمه كلّه؟ عمرُ بنُ الخطاب، كان يُطعمهم الطَّيِّب، ويأكل الغليظَ، ويكسوهم اللَّيِّن، ويَلْبَس الخشنَ، وكان يعطيهم حقوقَهم، ويزيدُهم (١).

وكان عمر -رضي الله عنه- يَعُسُّ المدينة كلّ ليلة بنفسِه، وله في ذلك حكايات كثيرة وقعت له.

وبه إلي ابن الجوزي، أنا أبو بكرِ بنُ أبي طاهرٍ، أنا الجوهريُّ، أنا ابنُ حيويه، أنا ابنُ معروفٍ، ثنا ابنُ الفهمِ، ثنا محمّدُ بنُ سعدٍ: أنّ عروةَ قال: كان عمرُ إذا أتاه الخصمان، بَرَك علي ركبتيه، وقال: اللهمَّ أعِنّي عليهما، فإنَّ كلَّ واحد منهما يُريدني عن ديني (٢).

أخبرنا جَدِّي وغيرُه، أنا الصلاحُ بنُ أبي عمرَ، أنا الفخرُ بنُ البخاريِّ، أنا حنبلٌ، أنا ابن الحصينُ، أنا ابنُ المُذْهِبِ، أنا القَطيعيُّ، أنا عبدُ الله بنُ أحمدَ، حدثني أبي، ثنا إسماعيل، أنا الجريري سعيدٌ، عن أبي نضرةَ، عن أبي فراسٍ: قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس! ألا إنا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد انطلق وانقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم: من أظهر منكم خيرًا ظننا به خيرًا، وأحببناه عليه، ومن أظهر لنا شرًّا أبغضناه عليه، سرائركم بينكم


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٨٦) مطولًا.
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٢٨٩)، وابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ٩٤).

<<  <   >  >>