للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخذتَ يدي أخذَ جبَّار، قلت: أوما تعرفني؟ قال: لا، قلت: أنا أبو جعفرٍ المنصورُ، قال: فجذب يدَه من يدي، وقال: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: ٢٢] الآية. قال: قلتُ: يا أمير المؤمنين! فما صنعتَ به، قال: ما عسيتُ أن أفعلَ برجلٍ اللهُ في قلبه عظيمٌ.

أخبرنا الحافظُ أبو العباسِ، أنا أبو المعالي الأزهريُّ، أخبرتنا عائشةُ بنتُ عليٍّ، أنا أحمدُ بنُ عليٍّ، أنا البوصيريُّ، أنا الأريافيُّ، أنا ابنُ الفراء، أنا ابنُ الضرابِ، أنا أبي، أنا الدينوريُّ، ثنا الحسنُ بنُ الحسينِ، ثنا أحمدُ بنُ يونسَ، قال: قالَ حفصُ بنُ غياث لابن إدريسَ: مررتُ بطاقِ اللَّحامين، فإذا أنا بعليانَ المحدثِ جالسٌ، فلما آنَ حِزْبُه، سمعتُه يقول: من أراد سرورَ الدنيا وحزنَ الآخرة، فليتمَنَّ ما هذا فيه، فو الله! لتمنيت أني كنتُ متُّ قبلَ أن أَلِيَ القضاءَ (١).

أخبرنا جماعةٌ من شيوخِنا، أنا ابنُ المحبِّ، أنا القاضي سليمانُ، أنا الحافظُ ضياءُ الدين، أنا موفق الدينِ، أنا أبو القاسمُ بنُ بُندار، أنا والدي أبو المعالي، أنا أبو عبدِ الله الحسينُ بنُ عليٍّ، أنا المعافى بنُ زكريا، ثنا أحمدُ بنُ جعفرٍ، ثنا أبي، ثنا الربيعُ بنُ ثعلبٍ، قال أحمدُ بنُ


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ١٧٠).

<<  <   >  >>