للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمّ ولي بعدَه الوليدُ بنُ عبدِ الملك بعهدٍ من أبيه إليه، وإلى أخيه سليمانَ من بعدِه، [في] نصف شوال، سنة ستٍّ وثمانين، وهو الذي بنى مسجدَ دمشق، وزال فيه كنيسةَ النصارى، وولَّى عمرَ بنَ عبدِ العزيز المدينةَ، فأقام بها سبعَ سنين، وخمسةَ أشهر، وشيّد مسجد الرسول -عليه السلام-، ورصعه بالفسافس، وبنى الأميال في الطرقات، وفي أيامه كان الطاعونُ الجارِفُ.

ومات الحجاجُ سنة خمس وتسعين، وكانت ولايته العراقَ عشرين سنة.

وتوفي الوليد سنة ستٍّ وتسعين، وكانت خلافته تسمعَ سنين، وثمانية أشهر، ودُفن بدمشق، كاتبُه برّةُ بنُ شريك، ثمّ قَبيصة بن ذؤيب، ثمّ الضَّحَّاك، ثمّ يزيدُ بنُ أبي كبشة، ثمّ عبد الله بن بلال، وقضاته [.....]، حُجَّابه: خالدٌ مولاه، وسعيدٌ مولاه.

ثمّ بويع بعده لأخيه سليمانَ بنِ عبد الملك سنة ستٍّ وتسعين، فأقام سنتين وثمانيةَ أشهر، وتُوفي سنة تسمع وتسعين، وله خمس وأربعون سنة، وجعل ابنَه أيوبَ وليَّ عهده، فمات، فجعل ذلك لعمرَ بنِ عبد العزيز، كُتَّابه: يزيدُ بنُ المهلَّب، ثمّ الفضلُ بن المهلب، ثمّ عبدُ العزيز بنُ الحارث، قاضيه: محمّدُ بنُ حزم، حاجبُه: أبو عبيد مولاه، أمراؤه: عمرُ بن عبد العزيز، وغيره.

ثمّ ولي بعدَه عمرُ بنُ عبد العزيز بعهد من سليمان، وبويع له بذلك [في] صفر سنة تسمع وتسعين، وله تسع وثلاثون سنة، فأقام سنتين وخمسة أشهر وأياماً، وقام بالعدل والخير حتى أُلحق بالخلفاء

<<  <   >  >>