قرأتُ على ابن الشريفةِ: أخبركم عمرُ بن البالِسِيِّ إجازة، وأنا أسعدُ بن منجا إجازةً عنه: أخبرتنا زينبُ بنتُ الكمالِ: أنا ابن قميرةَ: أخبرتنا شهدةُ الكاتبةُ: ثنا أبو الحسنِ بن العلافِ: أنا أبو القاسمِ بن بشرانَ: أنا أبو بكير أحمدُ بن سلمانَ الفقيهُ المعروفُ بالنجادِ الحنبليُّ: ثنا الحارثُ بن محمل!: ثنا عبد الرحمن بن واقد: ثنا محمدُ بن بشيرٍ: ثنا محمدُ بن يزيدَ، عن العوامِ بن حوشَبٍ، عن مجاهدٍ، قال: خرجَ غلامٌ من بني إسرائيلَ بفخٍّ له، فنصبَه في ناحية من الطريق، فجاء عصفور فسقطَ، فأنطقَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- الفخَّ، وأفهمَ العصفورَ، قال العصفورُ للفخ: ما لي أراكَ نحيفَ الجسم؟ قال: نَهَكَتني العبادةُ. قال: فماذا الحبل في عِطْفَيْكَ؟ قال: ألبسُ المُسُوحَ وأتشبَّه بالأحبارِ والرهبانِ. قال: فما هذهِ الحبَّةُ في فيكَ؟ قال: أُعطيها ابن السبيلِ، أو مسكيناً. قال: فأنا مسكينٌ. قال: فدونَك هيهِ. فوثبَ، فذهب ليتناولها، فوثبَ الفخُّ، فأخذ بعنقه. قال: عق عق.
قال: يقول في زجره:
وَعِزَّتكَ لا غَرَّني قارئُ مِراءٍ بَعْدَكَ
وقال مجاهد: هذا مثلٌ ضربه الله للقُرَّاء المرائين يكونونَ في آخر الزمان (١).
(١) ورواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" من طريق محمد بن يزيد، به.