العامِلين، ومن وصلَ نفسَه بقوم، [وُصل بهم] برحمةِ أرحمِ الراحمين، فأردتُ أن أذكرَ اتصالَ [رواياتنا] بهم، جعلَنا الله معهم، إنه على كلِّ شيءٍ قدير، وأسأل الله أن يجعلَ ذلك خالِصاً لوجهِه الكريم، وهو حَسْبُنا ونعمَ الوكيل.
١ - اتصالُ روايتِنا بالله -عَزَّ وجَلَّ-
أخبرنا جماعة من شيوخنا بالقراءة على بعضِهم، والسماعِ من بعضِهم، والإجازةِ من بعضِهم، قال جماعة منهم: أنا سلطانُ بن الزَّعْبوبِ سماعاً، وقال آخرون: أخبرتنا عائشةُ بنتُ عبد الهادي إجازةً، وقال آخرون: أنا ابن اليونانيةِ سماعاً، قالوا: أنا أبو العباسِ الحَجَّارُ: أنا ابن الزَّبيديِّ سماعاً، والقطيعيُّ والفاروثيُّ إجازةً: أنا أبو الوقتِ عبد الأولِ بن عيسى السِّجْزِيُّ: أنا أبو الحسنِ عبد الرحمن بن محمدٍ الداوديُّ: أنا أبو محمدٍ عبدُ الله بن أحمدَ السَّرَخْسِيُّ: ثنا أبو عبد الله محمدُ بن عبد الله بن يوسفَ الفِرَبْرِيُّ: ثنا أبو عبد الله محمدُ بن إسماعيلَ البخاريُّ: ثنا محمدُ بن عبد الرحيمِ، ثنا أبو زيدٍ سعيدُ بن الربيع: ثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنسٍ -رضي الله عنه-، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربه -عَزَّ وَجَلَّ-، قال:"إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ إِلَيَّ شِبْراً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعاً، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً، وَإِذا أتانِي مَشْياً، أَتيْتُهُ هَروَلَةً"(١).
(١) رواه البخاري (٧٠٩٨). ورواه مسلم (٢٦٧٥)، من طريق أخرى عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.