وحسبُك من الدنيا شيئان: صحبةُ فقير، وخدمةُ وَلِيٍّ.
وعليكَ بخدمة الفقراء؛ فإنه من خدمَ الفقراءَ بثلاثة أشياء؛ التواضع، وحسن الأدب، وسخاء النفس، عَظُمَ قدرُه عند الله تعالى.
وإذا رأيتَ الفقراءَ، واجتمعتَ بالفقير، فلا تبدأْه بالعلم؛ فإن العلمَ يوحشه، وابدأْه بالرفق؛ فإن الرفق يؤنسه.
واصحبِ الفقراءَ بالتذلل، والأغنياءَ بالتعزُّز.
وأَمِتْ نفسَك حتى تحيا، وأَقربُ الخلقِ إلى الله تعالى أوسعُهم خُلُقًا، ولا تجعلْ حوائجك بأحدٍ اتكالًا على ما بينك وبينه من الصداقة والمودة؛ فإن الله تعالى -وله الحمدُ-، فرض لكل مؤمن فرضًا.
وإن الفقرَ والتصوفَ مذهبٌ كلُّه جدُّ، فلا تخلطهما بشيء من الهزل.
وعليك إذا اجتمعتَ بالفقراء فأْمرهم بالتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، وإن الفقير لا يستغني بشيء دون الله -سبحانه وتعالى-.
وصيتي لك ولمن سمعها، وسائر المريدين -كثرهم الله تعالى-، والله تعالى يوفقنا وإياك لما ذكرناه وبيناه، وجعلَنا وإياك ممن يقفو أثرَ السلف، ويترك عند الحق هواه -إن شاء الله تعالى-، ح.
* وقد ألبسني الخرقةَ شيخُنا بركةُ الوقت، وشيخُ الفصحاء شهابُ الدينِ بن زيدٍ الموصليُّ الحنبليُّ، قال: ألبسني إياها الشيخُ جمالُ الدينِ بن الشرائحيِّ، قال: ألبسني إياها أبو عبد الله محمدُ بن محمدِ بن نصرِ الله الأنصاريُّ، وهو لبسها من الشيخِ قطبِ الدينِ اليونينيِّ، وهو