للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسه إلى أهل الصُّفَّة كما في صحيح مسلم (١).

عكاشة بن محصن الأسدي: أبو محصن، من السابقين الأولين، شهد بدرًا، وأبلى فيها بلاءً حسنًا، وانكسر في يده سيف، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عودًا، فعاد في يده سيفًا يومئذ شديد المتن، أبيض الحديدة، فقاتل به، حتى فتح الله عزَّ وجلَّ على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل في الردة وهو عنده، وكان ذلك السيف يسمى العون، شهد أحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغمر سرية في أربعين رجلًا، فانصرفوا، ولم يلقوا كيدًا، قيل: استشهد عكاشة في قتال أهل الردة في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة للهجرة (٢).

عمار بن ياسر، أبو اليقظان، حليف بني مخزوم، وأمه سمية مولاة لهم، كان من السابقين الأولين هو وأبوه، وكانوا ممن يعذب في الله، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر عليهم، فيقول: «صبرًا آل ياسر موعدكم الجنة» (٣)، واختلف في هجرته إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، ثم شهد اليمامة، فقطعت أذنه بها، ونزل الكوفة، واستعمله عمر عليها، ولم يزل مع علي بن أبي طالب يشهد معه مشاهده، حتى قتل بصفين سنة سبع وثلاثين ودفن هناك، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وتواترت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن عمارًا تقتله الفئة الباغية (٤).

عمرو بن تغلب النمري، سكن البصرة، أثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - على إسلامه، فقد روي عنه أنه قال: «لقد قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمة ما أحب أن لي بها حمر النعم، أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء فأعطى قومًا، ومنع قومًا، وقال: «إنا لنعطي قومًا نخشى هلعهم وجزعهم، وأَكِلُ قومًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الإيمان، ومنهم عمرو بن تغلب» (٥) (٦).


(١) رواه مسلم في صحيحه، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، (١/ ٥٥٣)، حديث (٨٠٣).
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٩٢).
(٣) رواه الحاكم في المستدرك (٣/ ٤٣٢)، حديث (٥٦٤٦).
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ١٥).
(٥) مسند أحمد، حديث عمرو بن تغلب (٥/ ٦٩)، حديث (٢٠٦٩٢).
(٦) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (٢/ ١١).