للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولين، هاجر إلى الحبشة، ثم رجع مهاجرًا إلى المدينة رفيقًا للمقداد، وشهد بدرًا وما بعدها، وكان من رماة الصحابة، كان عامل عمر بن الخطاب على البصرة، وهو الذي بصر البصرة وبنى مسجدها، مات في خلافة عمر سنة سبع عشرة في طريق مكة، بموضع يقال له: معدن بني سليم، وكان له يوم مات سبع وخمسون سنة (١).

عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله، حليف لبني زهرة، أخو عبد الله بن مسعود، أسلم قديمًا بمكة، وهاجر مع أخيه إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، فأقام بها إلى أن قدم مع جعفر بن أبي طالب، وقيل: قدم قبل ذلك، وشهد أحدًا وما بعدها، مات في خلافة عمر قبل عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم (٢).

عثمان بن مَظْعون القرشي الجمحي، أبو السائب، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى، وهو أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعدما رجع من بدر، وقبَّله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الموت (٣).

العرباض بن سارية، أبو نجيح، أسلم قديمًا، ونزل الصُّفَّة، ثم سكن الشام، ومات بها سنة خمس وسبعين، وقيل: بل مات في فتنة ابن الزبير، كان من البكائين، نزلت فيه وفي أصحابه قوله تعالى: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} (٤) (٥).

عقبة بن عامر الجهني، كان قارئًا عالمًا بالفرائض والفقه، فصيح اللسان شاعرًا كاتبًا، وهو أحد من جمع القرآن، شهد الفتوح، وكان هو البريد إلى عمر بفتح دمشق، وشهد صفين مع معاوية، وأمَّره بعد ذلك على مصر، وتوفي بها سنة ثمان وخمسين في ولاية معاوية (٦)، نسب


(١) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٤/ ٤٣٨).
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/ ١٢٦).
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٣٩٣).
(٤) سورة التوبة: ٩٢.
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٤١٢).
(٦) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/ ٣٤٣).