للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنه يقول: إنه مسلم، فقال: «إن فيكم رجالًا نكلهم إلى إيمانهم، منهم فرات بن حيان» (١)، وأطلقه، ولما أسلم حسن إسلامه وفقه في الدين، وكرم على النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إنه أقطعه أرضًا باليمامة تغل أربعة آلاف، وسيَّره النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ثمامة بن أثال في قتل مسيلمة وقتاله، ولم يزل يغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتقل إلى مكة، فنزلها، وكان عقبه بها، ونزل الكوفة أيضًا، وابتنى بها دارًا في بني عجل (٢).

فضالة بن عبيد الأنصاري الأوسي: أبو محمد، أسلم قديمًا، ولم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا فما بعدها، وشهد فتح الشام ومصر، ثم سكن الشام، وولي الغزو، وولاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء، مات بها سنة ثلاث وخمسين في خلافة معاوية (٣).

قرة بن إياس المزني: أبو معاوية، سكن البصرة، وهو جد إياس بن معاوية بن قرة قاضي البصرة، قتل في حرب الأزارقة، سنة أربع وستين للهجرة (٤).

كعب بن عمرو الأنصاري: أبو اليسر، شهد العقبة وبدرًا، وهو ابن عشرين سنة، وهو الذي أسر العباس بن عبد المطلب، وكان رجلًا قصيرًا، والعباس رجلًا طويلًا ضخمًا جميلًا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لقد أعانك عليه ملك كريم» (٥)، وهو الذي انتزع راية المشركين يوم بدر، وكانت بيد أبي عزيز بن عمير، وشهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم شهد صفين مع علي - رضي الله عنه -، يعد في أهل المدينة، وبها كانت وفاته سنة خمس وخمسين، في ولاية معاوية، وهو آخر من مات من أهل بدر (٦).

كعب بن مالك الخزرجي الأنصاري: أبو عبد الله، شهد العقبة، وبايع بها، وتخلف عن بدر، وشهد أحدًا وما بعدها، وتخلف في تبوك، وهو أحد الثلاثة الذين تِيب عليهم، وكان من شعراء


(١) رواه أبو داود في سننه (٣/ ٤٨، حديث (٢٦٥٢).
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ٤٠).
(٣) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (٢/ ١٧).
(٤) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (٢/ ١٨).
(٥) رواه أحمد في مسنده (١/ ٣٥٣، حديث (٣٣١٠).
(٦) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٥٨١).