للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تُوفي في زمن معاوية سنة خمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وكان قد عمي وذهب بصره في آخر عمره (١).

مسطح بن أثاثة: أبو عباد، كان اسمه عوفًا، ولقب بمسطح فغلب عليه، وأمه بنت خالة أبي بكر - رضي الله عنه -، كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ينفق عليه لفقره وقرابته، فلما خاض في قصة الإفك قرر ألا ينفق عليه، فلما نزلت: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} (٢) عاد أبو بكر إلى الإنفاق، وقال: بلى أنا أحبُّ أن يغفر الله تعالى لي» (٣)، شهد مِسطح بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، توفي سنة أربع وثلاثين، وهو يومئذ ابن ست وخمسين سنة (٤).

مسعود بن الربيع القاري، يكنى أبا عمير، من القارة، وهم الهون بن خزيمة بن مدركة، وهو أحد حلفاء بني زهرة، أسلم قديمًا بمكة، قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عبيد بن التيهان، شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مات سنة ثلاثين، وقد زاد سنه على الستين (٥).

مصعب بن عمير القرشي العبدري، أبو عبد الله، أحد السابقين إلى الإسلام، أسلم قديمًا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفًا من أمه وقومه، كان أنعم غلام بمكة وأجوده حلة، فعلم بإسلامه عثمان بن طَلْحَة، فأخبر أهله، فأوثقوه فلم يزل محبوسًا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة، بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن، ويفقههم في الدين، وكان يدعى القارئ المقرئ، فأسلم أهل المدينة على يده قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها، ويقال: إنه


(١) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٥/ ٦١٠).
(٢) النور:٢٢.
(٣) صحيح البخاري، كتاب: المغازي، بَابُ {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [النور: ١٢] إِلَى قَوْلِهِ: {الْكَاذِبُونَ} [النور: ١٣] (٢/ ٩٤٥)، حديث (٢٥١٨).
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٥٣).
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ١٦٨).