للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأداتين إذا كانت للعرض بالدخول على الجملة الفعلية، نحو قوله تعالى:

أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ؟ ونحو: أما تزورونا فتدخل السرور علينا؟

ومنه شعرا:

ألا تقول لمن لا زال منتظرا ... منك الجواب كلاما يبعث الأملا؟

أما تضيف لما أسديت من نعم ... فضل المعونة في اللأواء والمحن؟ (١)

ألا فتى من بني ذبيان يحملني؟ ... وليس يحملني إلّا ابن حمّال (٢)

ألا فتى يورد الهنديّ هامته ... كيما تزول شكوك الناس والتّهم؟

[١٩ - التحضيض]

ومعناه طلب الشيء بحثّ. ومن أدواته «لولا» و «لو ما» و «هلّا» بتشديد اللام، و «ألّا» بفتح الهمزة وتشديد اللام. وهذه الأدوات إذا كانت للتحضيض فإنها تختص بالدخول على جملة فعلية فعلها ماض أو مستقبل.

فإذا وقع بعد أداة من هذه الأدوات فعل ماض، فإن معناها يخرج إلى اللوم والتوبيخ فيما تركه المخاطب، أو يقدّر فيه الترك، نحو قولك لمن قصّر في الامتحان: هلّا أعددت للإمتحان عدّته؟ ولمن جاء متأخرا: لولا حضرت مبكرا؟ ولمن تراخى وتباطأ في عمله: ألّا بدأت عملك؟ ولمن تسرّع في القيام بواجبه فلم يحسنه: لو ما تأنيت في أداء واجبك؟ فالتحضيض في كل هذه المعاني قد خرج إلى اللوم والتوبيخ، وذلك لوقوع الفعل الماضي بعد كل أداة تحضيض.

ومنه قول أبي فراس الحمداني من قصيدة طويلة في التشيع لآل علي والرد على خصومهم:

هلّا صفحتم عن الأسرى بلا سبب ... للصافحين «ببدر» عن أسيركم؟


(١) اللأواء: الشدة.
(٢) فتى في هذا البيت والذي يليه فاعل لفعل محذوف تقديره في هذا البيت «ألا يحملني فتى» وفي البيت الذي يليه «ألا يورد فتى»
والسبب أن أداة العرض كما ذكرنا تختص بالدخول على الجمل الفعلية.

<<  <   >  >>