لصوت الواجب، وتلبية لنداء الضمير، وإقداما في مواقف الشجاعة، ودفاعا عن الوطن بكل ما أوتيتم من قوة.
ونحو قول قطري بن الفجاءة:
فصبرا في مجال الموت صبرا ... فما نيل الخلود بمستطاع
...
[خروج الأمر عن معناه الأصلي]
ولكن الأمر قد يخرج عن معناه الحقيقي، وهو طلب الفعل من الأعلى للأدنى على وجه الوجوب والإلزام، للدلالة على معان أخرى يحتملها لفظ الأمر وتستفاد من السياق وقرائن الأحوال. ومن هذه المعاني:
١ - الدعاء: وهو الطلب على سبيل الاستغاثة والعون والتضرع والعفو والرحمة وما أشبه ذلك. ويسميه ابن فارس «المسألة»، وهو يكون بكل صيغة للأمر يخاطب بها الأدنى من هو أعلى منه منزلة وشأنا، نحو قوله تعالى: رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ.
ونحو قول المتنبي مخاطبا سيف الدولة:
أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك ... ولا تعطين الناس ما أنا قائل
وقوله:
أجزني إذا أنشدت شعرا فإنما ... بشعري أتاك المادحون مردّدا
ودع كل صوت غير صوتي فإنما ... أنا الطائر المحكي والآخر الصدى
٢ - الالتماس: وهو طلب الفعل الصادر عن الأنداد والنظراء المتساوين قدرا ومنزلة، نحو قول الشاعر محمود سامي البارودي:
يا نديمي من «سرنديب» كفّا ... عن ملامي وخلياني لما بي
يا خليليّ خلّياني وما بي ... أو أعيدا إليّ عهد الشباب