للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهف نفسي على نعيمي ولهوي ... تحت أفنانه اللدان الرطاب (١)

وقوله أيضا:

يا أبا القاسم الذي كنت أرجو ... هـ لدهري: قطعت حبل الرجاء!

وقول عربية تتحسر على ابنها:

دعوتك يا بني فلم تجبني ... فردت دعوتي يأسا عليا!

٣ - ومن النداء الذي خرج عن معناه الأصلي إلى الزجر قول شاعر معاصر:

إلام يا قلب تستبقي مودتهم ... وقد أذاقوك ألوانا من الوصب؟

تظل تسعى مدى الأيام تطلبهم ... والعمر يذهب بين السعي والطلب

يا قلب حسبك ما قد ذقت من حرق ... يا قلب حسبك ما قد نلت من تعب

وقوله أيضا:

قل لهذا الغرب: يا غرب إلاما ... تعشق الجور وتهوى الانقساما؟

كم بزيف القول أشقيت الورى ... وبمحض الكيد آذيت السلاما!

قد هبطت الشرق داء معضلا ... لم يفت شيخا ولم يرحم غلاما!

كلما طفت بواد آمن ... ... طار عنه الأمن والخوف أقاما

٤ - وقد يخرج النداء عن معناه الأصلي إلى معان أخرى غير هذه، كأن يوجه إلى «أ» الاستغاثة نحو: يا أولي القوة للضعفاء، «ب» والتعجب، نحو: يا لجمال الربيع! «ج» الندبة نحو: وا كبدي! ويا ولداه! «د» الاختصاص نحو: بعلمكم أيها الشباب يعتز الوطن وينهض.

...


(١) الانقضاب: الانقطاع، وأفنانه اللدان الرطاب: أغصانه اللينة المخضلة.

<<  <   >  >>