والوطنية الحقة أن تلبي نداءه عن رضا في كل ما يدعوك إليه. ذاك لأن عزتك من عزته، وشرفك من شرفه، وسلامتك في سلامته». فتكرار ذكر المسند إليه هنا «الوطنية» هو لزيادة التقرير والإيضاح.
٣ - بسط الكلام والإطناب فيه بذكر المسند إليه ولو دل عليه دليل، وذلك حيث يكون الإصغاء فيه من السامع مطلوبا للمتكلم لجلال قدره أو قربه من قلبه.
ومن أجل ذلك يطال الكلام مع الأحبّاء وذوي القدر وأولي العلم تلذذا بسماعهم وتشرفا بخطابهم وانتفاعا بكلامهم. ومن ذلك قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السّلام: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى؟ قالَ هِيَ عَصايَ، وكان يكفيه في غير هذا المقام أن يقول في الجواب «عصا»، لكنه ذكر المسند إليه «هي» لبسط الكلام رغبة منه في أن يطيل الحديث في مناجاته لربه ليزداد بذلك شرفا وفضلا. ولذلك زاد على الجواب بقوله: أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى.
وإنما أجمل المآرب لأن تفصيلها يطول، وقد يفضي الطول إلى الخروج عن مقتضيات الفصاحة والبلاغة.
٤ - إظهار تعظيم المسند إليه بذكر اسمه: نحو قولك: الله ربي ومحمد نبيي، والإسلام ديني في جواب من سألك: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟
٥ - إظهار تحقيره وإهانته: وذلك لما يحمله اسمه ويدل عليه من معنى الحقارة، كقولك: إبليس اللعين هو الذي أخرج آدم من الجنة. في جواب من سألك: من أخرج آدم من الجنة؟
٦ - التبرك والتيمن باسمه: كقولك: محمد رسول الله خير الخلق.
ونحو: القرآن خير ما يحمله المسلم دائما. في جواب من سأل: ما خير ما يحمله المسلم دائما؟
٧ - الاستلذاذ بذكره. وذلك في كل ما يهواه المرء ويتوق إليه ويعتز به، نحو