وما الدهر إلا من رواة قصائدي ... إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فإذا تدبرنا جملتي البيت وجدنا بينهما كذلك اتحادا تاما في المعنى، فالجملة الثانية وهي «إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا» لم تجيء في الواقع إلا توكيدا للجملة الأولى وهي «وما الدهر إلا من رواة قصائدي» لأن معنى الجملتين واحد.
ب- ومن أمثلة الفصل الذي تكون فيه الجملة الثانية بيانا للجملة الأولى قول الشاعر:
كفى زاجرا للمرء أيام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي
فإذا تدبرنا جملتي البيت وجدنا بينهما اتحادا تاما في المعنى، فالجملة الثانية وهي «تروح له بالواعظات وتغتدي» لم تجيء في الواقع إلا لإيضاح إبهام جملة «كفى زاجرا للمرء أيام دهره» فهي بيان لها.
ومن أمثلة هذا النوع كذلك قول الشاعر:
الناس للناس من بدو وحاضرة ... بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
فإذا تأملنا جملتي هذا البيت وجدنا بينهما اتحادا تاما في المعنى، فالجملة الثانية وهي «بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم» لم تأت إلا لإيضاح إبهام الأولى وهي «الناس للناس من بدو وحاضرة» فهي بيان لها.
ج- ومن أمثلة الفصل الذي تكون فيه الجملة الثانية بدلا من الجملة الأولى قوله تعالى: أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.
فالتأمل في الآية الكريمة يظهر أن بين جملة أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ وجملة أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ كمال الاتصال، ذلك لأن الجملة الثانية بدل بعض من كل من الجملة الأولى، إذ الأنعام والبنون والجنات والعيون بعض ما يعلمون.
ومن أمثلة هذا النوع أيضا قوله تعالى: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ