للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفهم الغرض منه إلا بمعونة ما قبله.

ومنه قول عنترة:

فدعوا نزال فكنت أول نازل ... وعلام أركبه إذا لم أنزل؟

فالشاعر استوفى المعنى في الشطر الأول وذيل بالشطر الثاني وهذا إطناب بالتذييل غير جار مجرى المثل، فهو تأكيد لمعنى سابقه لاشتماله على معناه، ولكنه هو غير مستقل بمعناه، إذ لا يفهم الغرض منه إلا بمعونة ما قبله.

...

ذلك هو الإطناب مقابل الإيجاز، وفيما يلي تلخيص لكل قواعده التي سبق شرحها وتفصيل القول فيها.

أ- الإطناب زيادة اللفظ على المعنى لفائدة.

ب- والإطناب يأتي في الكلام على أنواع شتى منها:

١ - الإيضاح بعد الإبهام، لتقرير المعنى وتمكينه في ذهن السامع.

٢ - ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص.

٣ - ذكر العام بعد الخاص، لإفادة العموم مع الاهتمام بشأن الخاص.

٤ - التكرير لداع: كتأكيد الإنذار، وكالتحسر، وكطول الفصل.

٥ - الإيغال: وهو ختم البيت بكلمة أو عبارة يتم المعنى بدونها، ولكنها تعطيه قافيته، وتضيف إلى معناه التام معنى زائدا.

٦ - الاحتراس: ويكون حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم، فيفطن لذلك ويأتي بما يخلصه منه.

٧ - الاعتراض: وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لفائدة سوى دفع الإبهام.

ومن هذه الفوائد التنزيه، والدعاء، والتنبيه على أمر من الأمور، والتحسر والتعظيم.

<<  <   >  >>