للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يصدر عنه، نحو قوله تعالى: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ.

ونحو قول المتنبي:

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصّبرا

وقول أبي الأسود الدؤلي:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك، إذا فعلت، عظيم

٦ - التحقير: عند ما يكون الغرض من النهي الإزراء بالمخاطب والتقليل من شأنه وقدراته، وفيما يلي أمثلة لذلك:

لا تطلب المجد واقنع ... فمطلب المجد صعب

لا تحسبوا من قتلتم كان ذا رمق ... فليس تأكل إلّا الميتة الضّبع

لا تطلب المجد إن المجد سلّمه ... صعب، وعش مستريحا ناعم البال

ومنه قول الحطيئة في الزبرقان بن بدر:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

ومنه قول أبي هلال العسكري:

انظر إليهم ولا تعجبك كثرتهم ... فإنما الناس قلّوا كلما زادوا

ولا يهولنك من دهمائهم عدد ... فليس للناس في التحصيل أعداد

ومنه قول ابن الرومي:

فلا تخش من أسهمي قاصدا ... ولا تأمننّ من العائر (١)

ولكن وقاك معرّاتها ... تضاؤل قدرك في الخاطر

٧ - التيئيس: ويكون في حال المخاطب الذي يهمّ بفعل أمر لا يقوى عليه أو لا نفع له فيه من وجهة نظر المتكلم؛ كأن تقول لشخص يحاول نظم


(١) السهم العائر: الذي لا يدرى من رمى به، والمعرات: جمع معرة وهي المساءة والاثم والعيب.

<<  <   >  >>