للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكة بيسير، وهو من المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه منهم. قال أبو عبيدة (١):

وأمه هي الخنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة، وله منها أيضا اخوة: سراقة وجزء وعمرو، بنو مرداس، وكلهم شاعر، وعباس أشهرهم وأشعرهم وأفرسهم وأسودهم.

وكان عباس ممن ذم الخمر في الجاهلية، وكذلك أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وقيس بن عاصم، وحرّمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وشيبة بن ربيعة، وورقة بن نوفل، والوليد بن المغيرة، وعامر بن الظرب، ويقال إنه أول من حرّمها على نفسه. ويقال بل عفيف بن معدي كرب. وكان عباس هذا ينزل البادية بناحية البصرة وله ولدة جماعة وله صحبة أيضا ورواية.

٤٢ - وأنشد:

إمّا أقمت وأمّا أنت مرتحلا ... فالله يكلأ ما تأتي وما تذر (٢)

قال المصنف: الرواية بكسر الأولى وفتح الثانية، قلت: البيت أنشده المبرد شاهدا على قوله: إذا أتيت بأما، وأما فافتح الهمزة مع الأسماء واكسرها مع الأفعال، كذا حكاه عنه الأزهري. وأورده بلفظ فالله يحفظ وهو معنى يكلأها كلأه الله كلاءة بالكسر حفظه وحرسه. وتأتي: تفعل. وتذر: تترك. وفي البيت إذا تأمّلت أربع


(١) قول أبي عبيدة: وأمه الخنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة خطأ محض، والصواب الذي لا محيد عنه ابن عباس بن مرداس رضي الله عنه أمه سوداء زنجية وافتخر بذلك رباح بن سنيح الزنجي مولى بني ناجية على جرير حين بلغه قوله:
لا تطلبن خؤلة في تغلب ... فالزنج أكرم منهم أخوالا
فغضب رباح بن سنيح الزنجي وقال في قصيدته المشهورة:
فالزنج أن لاقيتهم في صفهم ... لاقيت ثم جحاجحا ابطالا
فذكر فيها رجالا أشرافا من شجعان العرب الأبطال منهم عباس بن مرداس السلمي وابن عمه خفاف بن ندبة وغيرهم، وذكر أن أمهاتهم زنجيات انتهى أملاء من حضرة الاستاذ الشيخ أحمد محمود الشنقيطي.
قلت: ذكر في الخزانة ١/ ١٠٥ (السلفية) أن أمه الخنساء الصحابية الشاعرة. وانظر الاصمعيات ص ٢٣٦.
(٢) الخزانة ٢/ ٨٢

<<  <  ج: ص:  >  >>