للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عبد البر: قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع قومها فأسلمت. وذكر أنه صلّى الله عليه وسلّم كان يستنشدها ويعجبه شعرها، ويقول:

هيه يا خناس.

وأجمع أهل العلم بالشعر على أنه لم يكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها.

وكان أول أمرها تقول البيتين والثلاثة حتى قتل أخوها معاوية ثم أخوها صخر فأكثرت من الشعر وأجادت، انتهى.

وقال أبو تمام: الخنساء هي المقدمة من النساء في الشعر. وكان بشار يقول:

ليس لشعر النساء من المتانة ما للرجال، قيل له: وكذلك تقول في الخنساء؟ قال:

أما الخنساء فكان لها سبع خصيّ. وفي الاستيعاب: حضرت الخنساء حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم، من أول الليل: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وو الله الذي لا إله الا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما انكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، وقد تعلمون ما أعدّ

الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، فإذا أصبحتم فاغدوا الى قتال عدوّكم مستنصرين بالله، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها، فغدا بنوها للقتال فقتلوا عن آخرهم. فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم.

وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الاربعة حتى توفى، انتهى.

قلت: رأيته مسندا في الموفقيات للزبير بن بكار بأبسط من ذلك.

ومن قول الخنساء ترثي أخاها (١):

ألا يا صخر إن أبكيت عيني ... لقد أضحكتني دهرا طويلا

بكيتك في نساء معولات ... وكنت أحقّ من أبدى العويلا


(١) الكامل ١٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>