أقلّي عليّ اللّوم يا أمّ بوزعا ... ولا تجزعي ممّا أصاب فأوجعا
ولا تنكحي إن فرّق الدّهر بيننا ... أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا
ضروبا بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هشّوا للفعال تقنّعا
فسألت القوم أن يمهلوه قليلا، ثم أتت جزارا فأخذت منه مدية فجدعت أنفها، ثم أتته مجدوعة الأنف، فقالت: أهذا فعل من له في الرجال حاجة؟ فقال: الآن طاب الموت. ثم التفت إلى أبويه وهما يبكيان فقال:
أبلياني اليوم صبرا منكما ... إنّ حزنا منكما اليوم يسرّ (١)
ما أظنّ الموت إلّا هيّنا ... إنّ بعد الموت دار المستقرّ