للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعر من جانبي جبهته. قيل: ولا يوصف به إلا الكريم. قوله: (قبل نوح النوائح) (١) يروى: (قبل صدح النوائح) والصدح: شدة صوت الديك أو الغراب وغيرهما. والجوانح: ضلوح الصدر، وارتقاء النفس فوقها، كما يقال: بلغت نفسه التراقي. قوله: (وبعد غد) الذي في الحماسة وفي الروايات السابقة بأسانيدها:

وقبل غد. وقوله: (من غد) يروي بدله: (على غد). وقوله: (إذا راح ..) قال التبريزي: يجوز كونه بدلا من غد على رأي المبرد، من جواز وقوعها في موضع جر، وكونه بدلا من موضع، فيكون في موضع نصب لأن محله نصب على المفعول، مما دل عليه قوله: يا لهف نفسي، أي أتلهف من غد، وعلى ذلك أورده المصنف.

وقال المرزوقي: يجوز كونها بدلا من المجرور، وإن لم يجز وقوعها مجرورة، لأن البدل ليس من شرطه أن يحل محل المبدل منه (٢). وتفيض: تسيل. وغودرت:

تركت.

١٢٩ - وأنشد (٣):

وندمان يزيد الكأس طيبا ... سقيت إذا تغوّرت النّجوم

قال العسكري في كتاب تصحيف الشعر: هذا للبّرج، بموحدة وراء وجيم، ابن مسهر، من شعراء طيّ، أحد المعمّرين، وفد إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.

هذه عبارته ولم أر أحد ممن صنف في الصحابة ذكر البرج هذا، حتى ولا شيخ الاسلام ابن حجر مع تتبعه وذكره كل من ذكر، ولو على سبيل الوهم، أو كان مخضرما، وقد فاته هذا، وهو على شرطه لا محالة. وهو من أبيات الحماسة، وبعده:

دفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم (٤)


(١) في البيت: (ألا عللاني قبل نوح النوائح ...).
(٢) قال التبريزي ٣/ ٢٣٥: (يجوز أن يكون، إذا، في موضع الجر بدلا من غد، وأبو العباس قد جوّز وقوع، إذا، في موضع المجرور والمرفوع، ويجوز أن يكون نصبا وبدلا من، غد، أو من موضع، على غد، العامل والمعمول فيه جميعا، لان موضعها نصب على المعقول بما دل عليه قوله: يا لهف نفسي، وهو تلهف من غد).
(٣) الحماسة ٣/ ٢٣٩ والاغاني ١٤/ ١٢ (وقد تغورت).
(٤) في الحماسة والأغاني: (رفعت).

<<  <  ج: ص:  >  >>