للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكة في عمرة القضاء، وابن رواحة بين يديه وهو يقول (١):

خلّوا بني الكفّار عن سبيله، ... اليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله (٢)

فقال عمر: يا ابن رواحة، في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول الشعر؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: خلّ عنه يا عمر، فو الذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل.

وأخرج ابن عساكر عن عبد العزيز بن أخي الماجشون قال (٣): بلغنا أنه كانت لعبد الله بن رواحة جارية يستسرّها سرّا عن أهله، فبصرت به امرأته يوما قد خلا بها، فقالت: لقد اخترت أمتك على حرّتك؟ فجاحدها ذلك. قالت: فإن كنت صادقا فاقرأ آية من القرآن، فقال:

شهدت بأنّ وعد الله حقّ ... وأنّ النّار مثوى الكافرينا

فقالت: زدني في آية أخرى. فقال:


(١) الرجز روي بزيادة واختلاف، فهو في ابن هشام ٤/ ١٣
وفي ابن اسلام برواية:
خلّوا بني الكفار عن سبيله، ... خلّوا، فكل الخير مع رسوله
نحن ضربناكم على تأويله ... كما ضربناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مغيله ... ويذهل الخليل عن خليله
وفي سير اعلام النبلاء ١/ ١٦٩:
خلّوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله
وفي ابن سعد ٣/ ٢: ٨٠: (خلوا فإن الخير مع رسوله).
وفي ابن سيد الناس ٢/ ١٤٩:
خلوا بني الكفار عن سبيله ... قد أنزل الرحمن في تنزيله
بأن خير القتل في سبيله
وقال ابن هشام «نحن قتلناكم على تأويله» الى آخر الابيات، لعمار بن ياسر في هذا اليوم، كذا. وانظر رجز عمار بن ياسر في كتاب وقعة صفين: ٢٨٦.
(٢) الهام: جمع هامة، وهي الرأس. ومقيل الرأس: مغرزه بين الكتفين.
(٣) انظر الخبر في أعلام النبلاء ١/ ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>