للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنّ العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش ربّ العالمينا

فقالت: زدني آية أخرى، فقال:

وتحمله ملائكة كرام ... ملائكة الإله مقرّبينا

فقالت: آمنت بالله وكذّبت البصر. فأتى ابن رواحة رسول الله صلّى الله عليه وسلم فحدّثه، فضحك ولم يغير عليه (١).

وأخرج ابن عساكر عن عكرمة، مولى ابن عباس: أن عبد الله بن رواحة كان مضجعا الى جنب امرأته، فخرج الى الحجرة فواقع جارية له، فاستيقظت المرأة ولم تره، فخرجت، فإذا هو على بطن الجارية فرجعت، فأخذت الشفرة، فلقيها ومعها الشفرة فقال لها: مهيم مهيم، فقالت: مهيم، أما أني لو وجدتك حيث كنت لوجأتك بها: قال: وأين كنت؟ قالت: على بطن الجارية. قال: ما كنت؟ قالت: بلى، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب، فقالت: اقرأه.

فقال:

أتانا رسول الله يتلو كتابه ... كما لاح مشهور من الصّبح ساطع

أتانا بالهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا اشتعلت بالكافرين المضاجع

قالت: آمنت بالله وكذبت بصري. قال: فغدوت إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته، فضحك حتى بدت نواجذه.

وأخرج ابن عساكر عن الهيثم بن عدي قال: ذكروا أن عبد الله بن رواحة ابتاع جارية، وكتم ذلك امرأته وقد بلغها، فقالت، له ذات يوم، وبلغها انه كان عندها:


(١) كذا في الاصل، وفي اعلام النبلاء: (ولم ينكر عليه). وفي حاشية الامير ١/ ٩٢: (ولم يعير عليه).

<<  <  ج: ص:  >  >>