للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجارة بين أجبل (١). وفي قوله: (ألم يأتيك ... البيت) شاهد على اثبات حرف العلة مع الجازم ضرورة، وعلى ذلك أورده المصنف في التوضيح (٢). وعلى زيادة الياء في الفاعل، وعلى ذلك أورده هنا، فإن (ما) فاعل يأتيك، وجملة الأنباء تنمى، معترضة (٣). وقال بعضهم: يحتمل أن يأتي وتنمي تنازعا في ما فاعمل الثاني وأضمر في الأول فلا اعتراض ولا زيادة. وقيل: فاعل يأتيك مضمر دل عليه الأنباء، أي ألم يأتك النبأ بما لاقيت، فالباء ومجرورها في محب نصب. وقيل الفاعل لبون، وفي لاقت ضميرها، أي ألم يأتك لبون بني زياد، أي خبرها بما لاقت هي (٤). وفي سرّ الصناعة: روى بعض أصحابنا البيت، ألم يأتك، على ظاهر الجزم فلا ضرورة. وروى أيضا بلفظ:

أهل أتاك والأنباء تنمي

ففيه شاهد على الجمع بين الهمزة وهل.

١٤٩ - وأنشد:

مهما لي اللّيلة مهما ليه ... أودى بنعليّ وسرباليه (٥)

هذا مطلع أبيات لعمرو بن ملقط الطائي، وهو جاهلي، وبعده:


(١) انظر البكري ١٦١ - ١٦٢.
(٢) في ابن الشجري ١/ ٧٣: (قوله: ألم يأتيك، أثبت الياء في موضع الجزم لإقامة الوزن، كما أثبت الآخر الواو في قوله:
هجوت زبّان ثم جئت معتذرا ... من هجو زبّان لم تهجو ولم تدع
ووجه ذلك أنهما نزلا الواو والياء منزلة الحرف الصحيح، فقدرا فيهما الحركة فكأن الجازم دخل ولفظ الفعل يأتيك وتهجو، بضم لاميهما ...)
(٣) في ابن الشجري: (وقيل: إن الباء في قوله: بمالاقت، زائدة، وما هي بفاعل، كما زيدت الباء مع الفاعل من، كفى بالله، ومع المبتدأ في قولهم، بحسبك قول السوء، ومع المفعول في نحو، لا يقرأن بالسّور).
(٤) في ابن الشجري: (وفي فاعل يأتيك قولان، قيل: إنه مضمر مقدر، كما حكي عن سيبويه، إذا كان غدا فأتني، أي إذا كان ما نحن فيه من الرخاء والبلاء غدا فأتني، وتقديره: ألم يأتيك النبأ. ودل على ذلك قوله: والأنباء تنمي).
(٥) الخزانة ٣/ ٦٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>