للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم الأحزاب وردّ الله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيرا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من يحمي أعراض المسلمين؟

قال كعب بن مالك: أنا. وقال ابن رواحة: أنا يا رسول الله، قال: إنك لحسن الشعر، وقال حسان: أنا يا رسول الله. قال: نعم، اهجهم أنت وسيعينك عليهم روح القدس.

وأخرج ابن عساكر عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة فهجته قريش، وهجوا الأنصار معه، فأتى المسلمون كعب بن مالك فقالوا: أجب عنا، فقال: استأذنوا لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ادعوه، فأتى حسان فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إني أخاف أن تصيبني معهم تهجو من بني عمي.

فقال حسان: لأسلنّك منهم سلّ الشعرة من العجين، ولي مقول ما أحب أن لي به مقول أحد من العرب، وأنه ليفري ما لا تفريه الحربة. ثم أخرج لسانه فضرب به أنفه كأنه لسان حية بطرفه شامة سوداء، ثم ضرب به ذقنه، فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وأخرج أبو نعيم وابن عساكر عن عروة: أن حسان ذكر عند عائشة فقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ذاك حاجز بيننا وبين المنافقين لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. وأخرج ابن عساكر وأبو الفرج الأصبهاني (١) عن ابن بريدة قال: أعان جبريل عليه السّلام حسان بن ثابت عند مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا. وأخرج أبو الفرج في الأغاني عن أبي عبيدة (٢) قال:

اتّفقت العرب على أن أشعر أهل المدن يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدن حسان بن ثابت. وأخرج ابن عساكر عن أبي عربة قال: حسان شاعر الأنصار، وشاعر اليمن، وشاعر أهل القرى، وأفضل ذلك كله هو شاعر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غير مدافع (٣). وأخرج ابن عساكر عن ابن الكلبي: ان حسان بن ثابت كان لسنا شجاعا، فأصابته علة أحدثت فيه الجبن، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده. وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس: أن رسول الله


(١) الاغاني ٤/ ١٤٧ (الثقافة).
(٢) الاغاني ٤/ ١٤١ (الثقافة).
(٣) في الاغاني عن أبي عبيدة: (فضل حسان بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلّى الله عليه وسلّم في النبوة، وشاعر اليمن كلها في الاسلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>