للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقب الرّاعي لكثرة وصفه الابل. شاعر مشهور، وفد على عبد الملك بن مروان وذكره الجمحي في الطبقة الأولى من الشعراء الاسلاميين (١)، وقبله:

صلّى على عزّة الرّحمن وابنتها ... ليلى وصلّى على جاراتها الأخر

هنّ الحرائر لا ربّات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسّور

وأخرج أبو الفرج في الاغاني عن قحافة المرّي قال: دخل الأخطل على بشر بن مروان، وعنده الراعي فقال له بشر: أأنت أشعر أم هذا؟ قال: أنا أشعر منه وأكرم.

فقال للراعي: ما يقول؟ قال: أما أشعر مني فعسى، وأما أكرم فإن كان في أمّهاته من ولدت مثل الأمير فنعم. فلما خرج الأخطل قيل له: أتقول لخال الامير أنا أكرم منك.

١٥٣ - وأنشد:

فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حبّ النّبيّ محمّد إيّانا (٢)

هو لكعب بن مالك الصحابي رضي الله عنه، وقيل لحسان بن ثابت، وقيل لبشير ابن عبد الرحمن بن كعب بن مالك. والباء في بناء زائدة في الفاعل، وقيل في المفعول.

وحبّ النبي بالرفع، فاعل على الثاني، وبدل اشتمال على المحل، على الأوّل.

وفضلا تمييز. ويروى شرفا، وعلى يتعلق به. وقبله:

نصروا نبيّهم بنصر وليّه ... فالله عزّ بنصره سمّانا

يعني أن الله عزّ وجلّ سماهم الأنصار لأنهم نصروا النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن والاه، والباء في بنصر وليه، بمعنى مع. قال التدمري: يروي قوله: (على من غيرنا) برفع غير وكسرها، فالرفع على تقدير: (على من هو غيرنا)، فمن موصولة، والعائد محذوف، على حدّ قوله تعالى: (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) في قراءة من رفع أحسن، والجر على أن من نكرة موصوفة بغير، أي على انسان غيرنا أو قوم غيرنا.


(١) الطبقات ٢٥٠.
(٢) الخزانة ٢/ ٥٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>