للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: وما البيت؟ قال: قلت (١):

وإنّ امرءا يمسي ويصبح سالما ... من النّاس إلّا ما جنى لسعيد

فلما مات حسان، قال عبد الرحمن بن حسان بعد موت أبيه: أوقد نارا حتى اجتمع إليه الحي، ثم قال: أنا عبد الرحمن بن حسان، وقد قلت بيتا، فخفت أن يسقط بحدث يحدث عليّ، فجمعتكم لتسمعوه فأنشدهم:

وإنّ امرءا نال الغنى ثمّ لم ينل ... صديقا ولا ذا حاجة لزهيد

فلما مات عبد الرحمن فعل ابنه سعيد مثل ذلك، وأنشدهم:

وإنّ امرءا لاحى الرّجال على الغنى ... ولم يسأل الله الغنى لحسود

وأخرج ابن عساكر عن معن بن عيسى قال: قام حسان من جوف الليل فصاح:

يا آل الخزرج، فجاؤه وقد فزعوا، فقالوا: مالك؟ قال: بيت قلته فخشيت أن أموت قبل أن أصبح فيذهب ضيعة خذوه عني، قالوا: وما قلت؟ قال: قلت:

ربّ حلم أضاعه عدم الما ... ل وجهل غطّى عليه النّعيم

قال ابن اسحق: مات حسان سنة أربع وخمسين وقد كف بصره.

١٥٢ - وأنشد:

سود المحاجر لا يقرأن بالسّور (٢)

هذا من قصيدة للراعي، واسمه عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل بن قطن ابن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، يكنى أبا جندل،


(١) ديوانه ١٤١ - ١٤٢ وهو في الشعراء ٢٦٧.
(٢) انظر ص ٩١ وهـ ٣ ص ٣٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>