للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا جاوزتما سعفات حجر ... وأودية اليمامة فانعياني

إلى قوم إذا سمعوا بنعيي ... بكى شبّانهم وبكى الغواني

وقولا: جحدر أمسى رهينا ... يحاذر وقع مصقول يماني

يحاذر صولة الحجّاج ظلما ... وما الحجّاج ظلّاما لجاني

ألم ترني عديت أخا حروب ... إذا لم أجن كنت مجن جان

فإن أهلك فربّ فتى سيبكي ... عليّ مهذّب رخص البنان

ولم أك ما قضيت ديون نفسي ... ولا حقّ المهنّد والسّنان

قال: وكتب الحجاج الى عامله بكسكران يوجه إليه بأسد ضارعات (١) يجرّ على عجل، فأرسل به، فلما ورد الأسد

على الحجاج أمر به فجعل في حائر (٢)، وأجيع ثلاثة أيام، وأرسل الى جحدر فأتي به من السجن ويده اليمنى مغلولة الى عنقه، وأعطي سيفا، والحجاج وجلساؤه في منظرة لهم، فلما نظر جحدر الى الأسد أنشأ يقول:

ليث وليث في مجال ضنك ... كلاهما ذو أنف ومحكّ

وشدّة في نفسه وفتك ... إن يكشف الله قناع الشّكّ

فهو أحقّ منزل بترك

فلما نظر إليه الأسد زأر زأرة شديدة، وتمطى وأقبل نحوه، فلما صار منه على قدر رمح وثب وثبة شديدة، فتلقاها جحدر بالسيف، فضربه ضربة حتى خالط ذياب


(١) كذا بالاصل، ولعله (الاضارع).
(٢) الحائر: شبه حوض يتحيّر فيه ماء المطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>