للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بطل كأنّ ثيابه في سرحة ... يحذى نعال السّبت ليس بتوأم (١)

لمّا رآني قد قصدت أريده (٢) ... أبدى نواجذه لغير تبسّم

فطعنته بالرّمح ثمّ علوته ... بمهنّد صافي الحديدة مخذم

عهدي به شدّ النّهار كأنّما ... خضب اللّبان ورأسه بالعظلم

يا شاة ما قنص لمن حلّت له ... حرمت عليّ وليتها لم تحرم

ومنها:

لمّا رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذمّم

يدعون عنتر والرّماح كأنّها ... أشطان بئر في لبان الأدهم

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم

قال شارح المعلقات: هذه القصيدة تسمى المذهبة (٣). وكان من حديث عنترة أن أمّه كانت أمة حبشية تدعى زبيبة، فوقع عليها أبوه فأتت به، فقال لأولاده: إن هذا الغلام ولدي. قالوا: كذبت أنت شيخ قد خرفت، تدعي أولاد

الناس. فلما شب، قالوا له: اذهب فارع الابل والغنم واحلب وصر. فانطلق يرعى وباع منها ذودا، واشترى بثمنه سيفا ورمحا وترسا ودرعا ومغفرا، ودفنها في الرمل. وكان له مهر يسقيه ألبان الابل. وكان في الجاهلية من غلب سبا. وان عنترة جاء ذات يوم الى الماء فلم يجد أحدا من الحي فبهت وتحير حتى هتف به هاتف: أدرك الحيّ في موضع كذا، فعمد الى سلاحه فأخرجه والى مهره فأسرجه واتبع القوم الذين سبوا أهله فكرّ عليهم ففرّق جمعهم وقتل منهم ثمانية نفر، فقالوا له: ما تريد؟ فقال: أريد العجوز


(١) ترتيب البيت في الديوان والقصائد بعد البيت: (عهدي به).
(٢) في الديوان والقصائد (قد نزلت).
(٣) الزوزني ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>