للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السوداء والشيخ الذي معها، يعني أمه وأباه، فردّوهما عليه، فقال له عمه: يا بني كرّ، فقال: العبد لا يكرّ، لكن يحلب ويصرّ. فأعاد عليه القول ثلاثا وهو يجيبه كذلك قال له: إنك ابن أخي وقد زوّجتك ابنتي عبلة. فكرّ عليهم فصرع منهم عشرة. فقالوا له: ما تريد؟ قال: الشيخ والجارية، يعني عمه وابنته، فردّوهما عليه. ثم قال لهم: إنه لقبيح أن أرجع عنكم وجيراني في أيديكم، فأبوا فكرّ عليهم حتى صرع منهم أربعين رجلا قتلى وجرحى فردوا عليه جيرانه، فأنشد هذه القصيدة يذكر فيها ذلك. وكان معاصرا لامرئ القيس، اجتمع به. قال الآمدي: عنترة هذا هو ابن شداد بن قراد ابن مخذوم بن مالك بن غالب. ولهم شاعر آخر يقال له عنترة بن عكرة الطائي.

وشاعر ثالث يقال له عنترة بن عروس مولى ثقيف، ولد في بلاد ازدشنوءة. قال في الأغاني (١): وعنترة بن شدّاد كان يلقب عنترة الفلحاء لتشقق شفتيه. وقال أبو عبيدة في مقاتل الفرسان: عنترة العبسي، هو عنترة بن عمرو بن معاوية بن ذهل ابن قراد بن مخذوم بن ربيعة بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس. وكان شداد هو الذي رباه ونشأ في حجره، نسب إليه دون أبيه، فقالوا: عنترة بن شداد. وقال ابن الكلبي: هو جدّه أبو أبيه، غلب عليه اسم أبيه، نسب اليه دون أبيه. وهو عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية. وكان عنترة من فرسان العرب المعدودين المشهورين بالنجدة وكان يقال له عنترة الفوارس.

ويتذامرون: يحض بعضهم بعضا. قوله: هل غادر، أي هل ترك الشعراء لأحد معنى إلّا وقد سبقوا إليه. والمتردّم: من ردمت الشيء، إذا أصلحته وقوّيت ما وهي منه. وقوله: بعد توهم: من توهمت الشيء، إذا أنكرته، فتثبت فيه

وطلبت حقيقته. والجواء (٢): مكان وشاة: كناية عن الجارية (٣). قوله: (ولقد نزلت ... البيت) يعني أنت عندي بمنزلة المحب المكرم، فلا تظني غير ذلك.

والخطاب لعبلة ابنة عمه، والمحب: بفتح الحاء المحبوب، ولكنه أجراه على


(١) ٨/ ٢٣٥ (الثقافة).
(٢) في القصائد السبع الطوال ٢٩٦: (الجواء: بلد يسميه أهل نجد جواء عدتة. والجواء أيضا، جمع جو، وهو البطن من الأرض الواسع في انخفاض).
(٣) وذلك في البيت: (يا شاة ما قنص ..).

<<  <  ج: ص:  >  >>