للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنواشر: عروق باطن الذراع، جمع ناشرة. وجوّاب: صيغة مبالغة، من جبت البلاد أجوبها إذا قطعتها. والآفاق: النواحي، وهو إما على حقيقته في الأمكنة، أو مجاز في الأقوال. والحكم: بقرينة قوله قوّال محكمة كما قال الآخر:

ملقّن ملهم فيما يحاوله ... جمّ خواطره جوّاب آفاق

قال التبريزي (١): سمي تأبط شرّا لأنه أخذ سيفا وخرج، فقيل لأمه أين هو؟

قالت: لا أدري، تأبط شرّا وخرج. وقيل: أخذ سكينا تحت أبطه وخرج إلى نادي قومه فوجأ بعضهم، فقيل تأبط شرّا. وقيل: قالت له أمه يوما: إن الغلمان يجنون لأهلهم الكمأة فهلا فعلت كفعلهم، فأخذ جرابه ومضى فملأه أفاعي وأتى متأبطا به، أي جاعلا له تحت إبطه، فألقاه بين يديها فخرجت الأفاعي منه تسعى فولت هاربة.

فقال لها نساء الحيّ: ماذا الذي كان ابنك متأبطا له؟ فقالت: تأبط شرّا! وقيل:

إنه رأى كبشا في الصحراء فاحتمله تحت إبطه، فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحيّ ثقل عليه الكبش حتى لم يقله، فرمى به، فاذا هو الغول. فقال له قومه: ما كنت متأبطا يا ثابت! قال: الغول. قالوا: لقد تأبطت شرّا، فسمي بذلك.

حكاه في الأغاني (٢) وإنه قال في ذلك:

تأبّط شرّا ثم راح أو اغتدى ... يوائم غنما أو يشيف على ذحل

قال: وقيل: إنه سمي بهذا البيت. وفي الوشاح لابن دريد: أن كنيته أبو زهير. قال المصنف: وقد وافقه في اسمه واسم أبيه الشنفرى. وفي الأغاني: قال رجل لتأبط شرّا: بم تغلب الرجال وأنت دميم ضئيل؟ قال: باسمي، إنما أقول ساعة ما ألقى الرجل: أنا تأبط شرّا، فينخلع قلبه حتى أنال منه ما أردت.

١٢ - وأنشد:

يا حكم الوارث عن عبد الملك


(١) شرح حماسة أبي تمام ١/ ٧٥.
(٢) الاغاني ٢١/ ١٤٦ (الثقافة).

<<  <  ج: ص:  >  >>