للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفس تنبو حينئذ وتسلو ويخف ما بها؟ فقال (١):

إذا عبتها شبّهتها البدر طالعا ... وحسبك من عيب لها شبه البدر

لقد فضّلت لبنى على النّاس مثل ما ... على ألف شهر فضّلت ليلة القدر

وأخرج أيضا عن المدائني قال: ماتت لبنى فخرج قيس في جماعة من قومه فوقف على قبرها وقال:

ماتت لبينى فموتها موتي ... هل ينفعن حسرة على الموت

فسوف أبكي بكاء مكتئب ... قضى حياة واجدا على ميت

ثم أكب على القبر يبكي حتى أغمى عليه فرفعه أهله وهو لا يعقل، فلم يزل عليلا لا يفيق ولا يجيب مكلما ثلاثا، ثم مات ودفن إلى جانبها.

٣١٧ - وأنشد قول عنترة:

جادت عليه كلّ عين ثرّة ... فتركن كلّ حديقة كالدّرهم

تقدم شرحه في شواهد في (٢)، وهو من معلقته المشهورة، وقبله:

وكأنّما نظرت بمقلة شادن ... رشأ من الغزلان ليس بتوأم

وكأنّ فأرة تاجر بقسيمة ... سبقت عوارضها إليك من الفم

أو روضة أنفا تضمّن نبتها ... غيث قليل الدّمن ليس بمعلم

جادت عليه كلّ عين ثرّة ... فتركن كلّ حديقة كالدّرهم


(١) ديوانه ٩٢، والاغاني ٩/ ١٩٥ (الدار).
(٢) انظر ص ٤٨٠، والشاهد رقم ٢٦٨ ص ٤٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>